خفق قلبها بكثرة، ارتعدت فرائصها, ذهنها يردد بصوت خافت:” لا لا لست نداً لهذا الأمر, تراجعي لا أريد, لا أقوى على الوقوف “،هكذا كان الصوت بداخلها بأول مسابقة لها.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
شيماء ذات الــ20 عاماً من مدينة الباب تروي لنا تفاصيل أول مسابقة شاركت بها تقول:
“لا أدري كيف سجلت اسمي بهذه المسابقة, وانا مشغولة بأعمال كثيرة، من العمل في الروضة إلى الدراسة الجامعية والدورات المتفرقة والالتزامات التي تمتد إلى اللانهاية, لكنّني سجّلت وقد اخترت كتاب ” نساء حول الرسول”، لا أدري عدد صفحاته، لكن عنوانه جذبني لذلك اخترته.
أخذت أنصح صديقاتي اللواتي سجلنَ معي بهذه المسابقة لا تخترن كتاباً بصفحات كثيرة، وركّزن على الكتب ذات الصفحات القليلة, أي ما يقارب 100 إلى 200 صفحة كحد أقصى, وأخذوا بنصيحتي تماماً.
لكن كانت الصدمة عندما فتحت الكتاب الذي اخترته لأنصدم بعدد صفحاته الــ 511 صفحة !!، ليس لديّ وقت كاف مقارنة مع التزاماتي لكن لا بأس سأحاول.
قرأت ما يقارب 200 صفحة وأنا أدوّن الأفكار المهمّة, هل يا ترى أستطيع أن أكمل بهذه المسابقة أم لا!؟
لم يعد هناك وقت!! غداً موعد الإلقاء أمام اللجنة, لم أنته بعد من القراءة!! والتلخيص غير كاف, قلت للأستاذ نعيم بأنّني سأنسحب فرفض ذلك وشجعني.
آخر جملة قلتها له أن فكرة الانسحاب لا زالت تراودني, رد قائلاً: “سأقول لك عند انسحابك بأنّ فتاة بعمر 12 أكملت وأنتِ انحسبت”، اربكتني جملته وزادت القوة والإصرار بداخلي لإكمال المسابقة.
لجأتُ بما يسمى الاحتيال الفكري, أو أسميته ” التفاعل مع المشاكل بذكاء “، قرأت فقط أول 250 صفحة وآخر أربع صفحات من الكتاب واختتمت الملخص بأسلوب كافٍ يشمل فكرة كل الكتاب, فقد كان الكتاب ذو فكرة واحدة “أهمية تعليم المرأة وإبراز دورها في المجتمع”.
حان الوقت لتقديم الكتاب أمام لجنة تتألف من 3 أشخاص, بدأ التوتر يربكني ويجعلني أفكر بالانسحاب مجدّداً, لكن قلبي يقول هل شيماء تنسحب!!
هل الفتاة التي تقاوم منذ صغرها كل التيارات التي أربكتها ورفضت أفكاراً لم تؤمن بها تنسحب!! سأكمل.
جلستُ في المقدمة أمام اللجنة والجمهور وقدمت الكتاب بأسلوبٍ ونبرة صوت جذبت اللجنة قبل أن تجذب الجمهور.
آخر سؤال وجه لي من اللجنة من قبل الأستاذ نعيم “البارحة أردتِ الانسحاب بسبب التوتر, هل أنتِ متوترة الآن!؟
أجبته: يكاد قلبي يقف.
رد باستنكار ممزوجٍ بالدهشة: ” هيك ومتوترة, كيف ما تكوني متوترة حتى باقي المتسابقين ينسحبوا من شدة ثقتك وقوة الأداء”.
هذا الأسلوب جعلني أكون ثالث من يتأهل للنهائيات وألقي ملخص الكتاب على المسرح أمام جمهور أكبر وحصلت على جائزة “كتاب وبطاقة مشاركة”, لكن الجمهور لعب دوراً كبيراً في المنافسة لذا لم أحظ بأحد المراكز الثلاثة الأولى.
رغم ذلك أعتبرها تجربة رائعة ناجحة متميزة جعلتني أكسر حواجز كثيرة, زادت الثقة بداخلي, وجعلتني أيضا أحظى بدعوة من قبل أحد المراكز لأكون ضمن فريقهم بسبب تميّزي.
بقلم شيماء قادرو
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع