المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 19/6/2015
أتى رمضان شهر الصيام المبارك، ليحل بطقوسه المميزة على السوريين، برحابة صدورهم وانتظارهم لهذا الشهر الكريم من حيث انتهى السنة الماضية.
حل رمضان على سوريا وشعبها المهجر وأطفالها ونسائها الجرحى وشبابها في ساحات المعارك، حيث يمر على السورين أقسى بكثير من غيرهم، ولكن بالنسبة لأكثر السورين ليس رمضان الشهر الوحيد الذي يصومونه، إلا أن معظم السورين يصومون أشهر السنة كلها بسبب نقص الغذاء والمواد الأساسية لهم، وخاصة المهجرين والذين يقطنون المخيمات كما في مخيمات لبنان والأردن وتركيا وغيرها، حيث يعيش هناك السوريون أصعب حياتهم وأشقاها، من شدة النقص الكبير في أصغر مقومات الحياة لديهم.
هذا واستقبل الشعب السوري رمضان في المناطق المحررة في الشمال والوسط السوري بفرحة كبيرة لما لهذا الشهر من فضل وميزات وتقاليد مميزة عندهم، وفي ظل الظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء الناس، ومع براميل الموت التي يلقيها النظام في مختلف أوقات اليوم، والتي لم تسلم منها أي مدينة أو قرية أو حتى بيت فمعظمها تضرر ضررا كبيراً منها.
وقد صرح بشار الأسد أنه سيوقف استخدام البراميل المتفجرة في قصف الإرهابين (الشعب السوري ) بحد قوله بمناسبة حلول شهر رمضان، ولكن ماذا حدث؟ وماذا حصل؟
نعم قام النظام بوقف البراميل المتفجرة واختفت هذه البراميل من عدد من المناطق المحررة، فلم تعد الطائرات تلقي البراميل ولكنها أصبحت تستخدم الحاويات الضخمة المتفجرة، والتي كل منها يعادل خمسة براميل متفجرة معاً.
هذا ليثبت النظام ورئيسه الأسد صدقه للعالم، ولأنصاره بأنه أوقف البراميل ولكنه يستخدم الحاويات التي بدأ باستخدامها في ريف إدلب المحرر، والتي سيبقى الخبراء والعالم والمحللين أكثر من أربع سنوات ليتحققوا من استخدام الأسد لها كما هوى حال البراميل المتفجرة.
حيث حصل هذا بعد أن أعلنت أكثر من سبعين دولة إدانتها لنظام الأسد في إستخدام البراميل المتفجرة، كأنهم يمنحونه الضوء الأخضر بأن هذه الأسلحة لم تعد تفي بالغرض ولاتقتل الرقم المطلوب من السوريين، وكأنها تقضي له بإستخدام سلاح أقوى وأكثر فعالية من البراميل المتفجرة.
هذا وقد أصبحت هذه الطائرات وبراميلها وحاوياتها عمل المسحر المنبه، حيث يستيقظ السوريون على أصوات الحاويات وإنفجاراتها الضخمة التي تهز المنطقة، وأصوات سيارات الإسعاف وصراخ النساء وبكاء الأطفال الخائفين المرعوبين، حيث يتكرر هذا المشهد في معظم أوقات اليوم ولم تبقى قرية إلا وذاقت هذا الوجع المؤلم، وبهذا يكون سحور السوريين قصف ودمار وخوف ودماء وألم وحزن، وكذلك فطورهم وطيلت أوقات اليوم.
بهذا يقف السوريين بقلوب خاشعة باكية مؤلمة وعيون مغرقة بالدمع، لتتجه إلى الخالق سبحانه وتعالى بالأدعية والعبادات في سبيل الفرج العاجل، ونهاية الظلام والمستبدين ومن يقتل ويدمر ويشرد ويجوع الشعب السوري، ويدعون الله بأن يشفى كل مصاب ومتضرر من قبل أسلحة النظام القاتلة.
ومع كل هذه المعاناة تأتي أزمة انقطاع المحروقات التي سببت معاناة أكبر وقطع لقمة عيش الكثير من السوريين، وانقطاع لاحتياجاتهم اليومية مثل الخبز وارتفاع باهظ جداً بالأسعار لكافة المواد التي تعد ضرورية وبشكل يومي.
هذا وغيره الكثير من وجوه معاناة السوريين سواءً في المناطق المحررة أو في المخيمات، ولكن مع كل هذا يبقى الأمل ويبقى التفاؤل بغدٍ أفضل وأجمل، بعيداً عن كل مظاهر الدماء والدمار ونهاية للقتل والظلام وتجار الدماء والغلاء وتوفر كل مقومات الحياة.