تعتبر الإعلامية الفلسطينية شهد أحمد أحد الوجه البارز الذي يجسد إصدارات الجيل الفلسطيني الذي يحول الكاميرا إلى منصة للدفاع عن الحقوق وإبراز القضايا الإنسانية.
انطلقت شهد من مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق حاملة معها حلمًا بإيصال صوت المهمشين إلى العالم لتصبح اليوم مقدمة برامج في “الإخبارية السورية” حيث تتابع من خلال برنامجها ” قيد المتابعة” هموم المواطنين السوريين والفلسطينيين بتوازن بين العمق المهني والالتزام الإنساني.
مسيرة تحدّي برنامج “قيد المتابعة”
وُلدت شهد في سوريا لعائلة فلسطينية لاجئة، ودرست الإعلام في جامعة دمشق، لتبدأ مسيرتها العملية كمراسلة ميدانية، ثم تترقى إلى تقديم البرامج.
تميزت بأسلوبها الهادئ وقدرتها على الغوص في التفاصيل الاجتماعية والاقتصادية التي تمس حياة الناس، مع الحفاظ على مصداقيتها كإعلامية “.
و يُسلط البرنامج الذي تقدمه الضوء على قضايا مثل البطالة والخدمات العامة وانعكاسات الأزمات الاقتصادية على الأسر، مع إتاحة مساحة للمواطنين لعرض مشكلاتهم ومطالبهم.
ولا تقتصر رؤية البرنامج على التوثيق، بل تسعى إلى طرح الحلول عبر الحوارات مع مسؤولين وخبراء، مما جعل البرنامج مرجعًا للعديدين.
إطار تمكين
على عكس واقع اللاجئين الفلسطينيين في دول عربية أخرى، يتمتع الفلسطينيون في سوريا بحقوق مدنية شبه كاملة، كالحق في العمل والتعليم ، وهو ما مكّن شهد وآخرين من النجاح في مجالات متنوعة.
ورغم استثناء حقوق الترشح والجنسية، إلا أن هذا الإطار ساهم في خلق نماذج مُلهمة كشهد، التي تُثبت أن الهوية الفلسطينية قادرة على التألق حتى في أصعب الظروف.
وفي وقتٍ يُواجه فيه الفلسطينيون تحديات التهميش خارج أرضهم، تُوجه شهد رسالة للفتيات الفلسطينيات بأن الحلم ممكن رغم اللجوء، وأن الكاميرا قد تكون جسرًا لتحقيق الذات وخدمة المجتمع، وتؤكد أنّ دمشق لاتزال منصةً لصوت فلسطين، يُسمع عبر شاشاتها بصوتٍ حقيقي.