تشهد مناطق ريف دمشق بغوطتيها الشرقية والغربية أقسى أنواع الظلم والمجازر في حق المدنيين، وقد ازدادت الحملة الشرسة بعد بدء الضربات الجوية الروسية، التي خلفت عشرات المجازر، ودمرت مئات المنازل بالإضافة إلى الحصار الخانق الذي يفرضه النظام عليها منذ ثلاثة سنوات، ووفق إحصائيات قامت بها فرق الدفاع المدني في ريف دمشق لعام 2015 فإن عدد الشهداء بلغ في عموم المحافظة 4700 موزعين على غوطتي دمشق، من النساء 800، وحتى الأطفال رغم نعومة أظفارهم لم ترحمهم طائرات الموت الروسية وصواريخ النظام الحاقدة، حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال 580، وخلف القصف سقوط مئات الجرحى في صفوف المدنيين العزل، حيث بلغ عددهم 69968 جريحاً بعضم أصيبوا بعاهات دائمة.
وبعد كل عملية قصف واستهداف لمدن الغوطتين تهرع فرق الدفاع المدني لإسعاف المصابين وانتشال العالقين من تحت الأنقاض، ما جعلهم عرضة للاستهداف المتكرر من قبل النظام والطائرات الحربية الروسية، بسبب العمل الإنساني النبيل الذي قد يودي بحياتهم في سبيل إنقاذ الناس، حيث بلغ عدد الشهداء من طواقم الدفاع المدني 30 شهيداً بالإضافة إلى 178 جريحاً، وقد قضوا جراء استهداف مواقعهم وأثناء قيامهم بالواجب الإنساني، حيث قاموا بأكثر من 5854 عملية إنقاذ للمدنيين من تحت الركام والأنقاض، والتوجه بهم مباشرةً إلى المشافي الميدانية القريبة، حيث بلغ عدد عمليات الإسعاف التي قام بها عناصر الدفاع المدني لإنقاذ المدنيين من الموت 22677 عملية، ولا يقتصر عملهم على انتشال العالقين وإسعافهم، بل حتى إطفاء الحرائق المشتعلة في المنازل والأشجار بسبب هول القصف عليها، حيث سجلت أكثر من 1677 حالة إطفاء في عموم ريف دمشق.
واعتمد النظام السوري وحليفته روسيا في قتل المدنيين المحاصرين في ريف دمشق العديد من الأسلحة المتنوعة والمحرمة دوليا، لإجبارهم على الخضوع والتسليم لعناصر النظام دون أي مقاومة تذكر، حيث اعتمد روسيا على طائراتها المقاتلة ونظام الأسد على مروحياته وبراميل الموت التي في داخلها لقصف مناطق ريف دمشق.
حيث وثق قصف مناطق ريف دمشق بأكثر من 4632 غارة جوية موزعة ما بين غارات بالطائرات الحربية وبراميل الموت، كما اعتمد النظام على الأسلحة التي تحدث الدمار الأكبر لإرعاب المدنيين وارتكاب أفظع المجازر بحقهم، بلجأ إلى استخدام الصواريخ البالستية بعيدة المدى من طراز أرض أرض، حيث سجل سقوط222 صاروخاً على الأحياء السكنية، بالإضافة إلى الاعتماد على قذائف المدفعية وراجمات الصواريخ التي أحرق بها نظام الأسد منازل الغوطتين، حيث سقط 7653 صاروخا.
ويجب أن لا ننسى الصواريخ العنقودية المحرمة دولياً، التي أمطر بها الطيران الحربي الروسي أجواء الغوطتين، حيث قصفت الطائرات بأكثر من 60 حاضنة تحوي بداخلها آلاف القنابل العنقودية الصغيرة، عمل هذا القصف الهمجي والعنيف على تدمير مئات المنازل فوق رؤوس ساكنيها، حيث بلغت نسبة الدمار الذي لحق بالغوطتين 56% من اجمالي المنازل .
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي