طالب، محمد الحاج حسن، رئيس التيار الشيعي الحر، شقيق أحد العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى تنظيم “تنظيم الدولة”، اليوم الجمعة، حزب الله، بـ “عدم التدخل في ملف الاختطاف”، مشيرًا أن “تدخلات الحزب في السابق أدت إلى تأخير صفقة التبادل بين لبنان وجبهة النصرة”.
ووصف “الحاج حسن” في مقابلة مع “الأناضول” عملية التبادل التي حصلت، الثلاثاء الماضي، وأفضت إلى إطلاق سراح 16 جنديًا لبنانيًا، كانوا مختطفين لدى “النصرة” بعد مرور سنة و4 أشهر على اختطافهم بأنها “إنجاز كبير أسعدنا جميعا”، داعيا إلى “عدم تجاهل الجزء الآخر من الملف (المختطفين لدى تنظيم الدولة)”.
وأبدى الحاج حسن، استياءه من فصل ملف المختطفين لدى “النصرة” عن المحتجزين لدى “تنظيم الدولة”، قائلا “نحن لم نكن راضين عن فصل المسار، وكنا نتمنى أن يكون هناك حل شامل لهذا الملف”، لافتا أن المعلومات حول المختطفين لدى تنظيم الدولة، مقطوعة منذ حوالي سنة تقريبا.
وانتقد الحاج حسن، الدولة اللبنانية التي رفضت مبدأ المقايضة لمدة طويلة، إلا أنها قبلت به في النهاية، معتبرًا أنه “كان من الممكن أن نستدرك هذا الأمر وننهي الملف منذ زمن بعيد”.
وتابع “نأمل أن يكون موضوع إنهاء الجزء الثاني من الملف سريعًا، دون وجود أيادٍ تعرقل، لأن هناك من رفع يده عن ملف الجنود الذين كانوا لدى النصرة، وهذا ما أدى إلى الإفراج عنهم”.
واتهم الحاج حسن، حزب الله بأنه “أراد منذ البداية أن يكون القابض على هذا الملف(المختطفين) لأهداف وأمور تتعلق به”، مشيرًا أن “الحزب وتحت عنوان إهانة الدولة والسيادة، منع على مدى سنة وأربعة أشهر أي تفاوض، برغم أنه قد فاوض سابقًا جبهة النصرة واسترد أحد أسراه”.
وطالب، الحاج حسن، حزب الله بـ”عدم التدخل في ملف المختطفين لدى تنظيم الدولة “، قائلاً “الأولى به أن يصر بشموخ وعزة من أجل استعادة هؤلاء العسكريين الذين دفعوا ثمن مغامراته في سوريا، نحن قلقون على مصير الأسرى لدى تنظيم الدولة، لأننا تلقفنا بعض الإشارات من الدولة أن الأمر صعب”.
واعتبر الحاج حسن، أن تدخُّل حزب الله في الصراع في سوريا “لم يحمِ لا لبنان، ولا البيئة اللبنانية، ولا الشيعية”، مضيفا أن “ادعاء الحزب بحماية البيئة الشيعية أصبح ادعاءًا وهميًا لا يمكن تصديقه”.
يشار أن “جبهة النصرة”، أفرجت الثلاثاء الماضي، عن 16 جندياً لبنانيًا، كانت تحتجزهم، منذ نحو 16 شهراً، في منطقة القلمون السورية المحاذية للحدود الشرقية للبنان، إضافة إلى جثتي جنديين آخرين كانت أعدمتهم خلال هذه المدة، في صفقة تبادل، جرت بوساطة قطرية، أطلقت السلطات اللبنانية بموجبها، سراح عدد من الموقوفين الذين طالبت بهم الجبهة، بينهم عدد كان يقبع في السجون السورية.
وتم اختطاف عدد من جنود الجيش وعناصر من قوى الأمن الداخلي اللبناني، خلال الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة من سوريا، من ضمنها “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة”، بداية آب/ أغسطس من العام الماضي واستمرت 5 أيام، قتل خلالها ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش وجرح 86 آخرين، إضافة إلى عدد غير محدد من المسلحين.
وما يزال تنظيم “الدولة”، يحتجز 9 عسكريين، بعدما أعدم اثنين منهم “ذبحاً”.
المصدر: الأناضول