يعاني شباب اللاذقية ومن الطائفة السنية تحديدا مصيرا لايحمد عقباه ولاتتمناه أنفسهم، فقد شهدت المدينة ومنذ إعلان الانسحاب الروسي الأخير والذي كان انسحابا شكليا لذر الرماد في العيون ، حملة اعتقالات واسعة وكبيرة تستهدف كافة الشبان الذين تجاوزت أعمارهم الثامنة عشر عاما و الذين بقوا في المدينة من أهلها أو ممن لجأوا إليها من المناطق الأخرى لسوقهم إلى جبهات القتال مع النظام.
حيث بدأت منذ عدة أيام حملة اعتقالات مكثفة داخل المدينة وتم فيها توظيف كافة العناصر في الأفرع الأمنية وعناصر الشرطة لاعتقال الشبان ،ومن ثم سوقهم إلى جبهات القتال ،زفبحسب شبان وناشطين داخل المدينة ،تقوم فجأة وبدون سابق إنذار ،دوريات باعتقال الشبان، فتجوب المحلات والمقاهي وفي الطرقات وفي الشوارع الفرعية، إذ شوهدت عدة سيارات من نوع فان وسيارات ميكروباص بشكل كبير وهم يتجولون في المدينة فاتحين أبواب السيارات لاعتقال الشباب ، وتجول لعناصر أمن بالأحياء الفرعية، بفترة انقطاع الكهرباء المسائية حيث يختبئون بمداخل المباني وينصبون حواجز طيارة بكثافة، وتم تسجيل مئات الحالات من الاعتقال خلال الأيام الماضية والآلاف منذ بدأ الهدنة المزعومة وتفرغ عناصر النظام للاعتقال بالمدينة والتضحية بهم بساحات المعارك ويتم الزج بهم في معركة ليست معركتهم و بدون تدريب أو خبرة وأغلب المعتقلين متزوجون ولديهم عائلات وأطفال.
ويعد هذا الإجراء بهذه الكثافة هو الأخطر منذ بدأ الثورة،
فالعائلات التي تريد ترحيل أبنائها يتم استفزازهم من قبل الشبيحة والمهربين بمبالغ خيالية فوق طاقة الأهالي المنهكين أصلا بسبب الحالة الاقتصادية السيئة ومعظم هؤلاء الشبان من النازحين الذين قدموا إلى المدينة.
فمن كان أبناؤهم فوق الثالثة عشر عند بدأ الثورة قد وصلت أعمارهم الآن إلى سن الخدمة العسكرية وبالتالي لاخيار لهم سوى الاختباء إلى مالانهاية وخسران تعليمهم وأعمالهم أو دفع مبالغ خيالية للشبيحة والمهربين .
وعملية تهريب محفوفة بالمخاطر أو الالتحاق بالخدمة العسكرية وملاقاة المصير المحتوم في طريق يعتقد معظمهم أنهم دخلوا في معركة كان من الواجب الديني والأخلاقي أن يكونوا فيه في المقلب الآخر من المعركة.
وبالتالي إفراغ المدينة من شباب السنة وإجراء تغيير ديموغرافي سيليه تغيير بالتركيبة السكانية مما سينعكس في المستقبل على طائفة بعينها تدفع بذلك الفاتورة مرتين مرة بخسارة أبنائها ومرة بخسارة مستقبلها ومصيرها الذي أصبح حكما وبدون أدنى شك في دائرة المجهول.
وضاح حاج يوسف_ المركز الصحفي السوري