أطلق عناصر في الجيش النظامي السوري وموالون له النار في مناطق سيطرة النظام احتفالاً بمحاولة انقلاب عسكري جرت في تركيا، في وقت هنأ قادة سياسيون وعسكريون في المعارضة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفشل الانقلاب.
وقال شهود إنهم سمعوا إطلاق نار في دمشق في ساعة مبكرة من ليل الجمعة- السبت احتفالاً، بعدما قال الجيش التركي إنه انتزع السلطة من أردوغان أحد خصوم للرئيس السوري بشار الأسد في المنطقة. وأضاف الشهود أن أناساً نزلوا إلى شوارع دمشق وفي الجزء الخاضع لسيطرة القوات النظامية من مدينة حلب شمالاً وفي طرطوس.
من جهة أخرى، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «الفصائل الثورية في الجيش الحر أعربت عن تضامنها الكامل ووقوفها صفًّا واحدًا مع الحكومة المنتخبة في تركيا ومع الشعب التركي الذي خرج إلى الشارع دفاعاً عن مكتسباته».
وأضافت في بيان أنها «تهنئ أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم والشعب التركي بفشل محاولة الانقلاب»، معبرين عن «التضامن الكامل مع تركيا حكومة وشعباً». وأكدت أن «إرادة الشعب لا تقهر، وأن انتصار الشعب التركي وحكومته المنتخبة هو انتصار للمبادئ والقيم في كل العالم، وهزيمة نكراء لكل الجهات التي كانت ولا تزال تحاول نشر الفوضى والدمار والوقوف ضد إرادة الشعب».
وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض انه «يتقدم بالتهنئة للشعب التركي لنجاحه في الحفاظ على مؤسساته الديموقراطية في وجه محاولات ظلامية يائسة سعت للسيطرة على إرادة الشعب». وأضاف في بيان: «الشعب التركي الذي أدرك قيمة الحرية والديموقراطية وقطف ثمارها بنفسه، لن يسمح لمجموعة من الانقلابيين أن تنتزعه عبر محاولات يائسة تسعى الى إعادة الحكم العسكري، والرجوع بالبلاد إلى عهود سابقة أنهكت الشعب التركي وسلبت حريته».
ولفت إلى أن «الشعب التركي تمكن خلال الساعات القليلة الماضية من إثبات جدارته بالتجربة الديموقراطية، كما فعل طوال عشر سنوات مضت، وتمكن من تعزيز خياراته الحرة»، مؤكداً «قدرة تركيا وحكومتها وأحزابها على المضي في التجربة الديموقراطية. وكممثلين للشعب السوري، نبارك للأخوة الأتراك صمودهم، ونحيي خيارات الشعب التركي التي أفرزت قادة وكوادر حققوا لبلادهم إنجازات متميزة جديرة بالاحترام والتقدير».
وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض، إن «غرفة عمليات ريف حمص الشمالي» التي تضم كبرى الفصائل المقاتلة في المنطقة، «استغلت حالة التخبط التي تعيشها قوات النظام على حواجزها لتطلق معركة تحت عنوان «تلبية النداء»، كللت بالسيطرة خلال ساعات قليلة على عدة نقاط مهمة لقوات النظام بينها قرية استراتيجية، وتمكنت من قتل وجرح عدد من قوات النظام مع استهدافهم بقاذفات صاروخية أدت لتدمير آلياتهم بشكل كامل».
وأشارت إلى أن القوات النظامية وأنصارها «اعترفت بتمكن الثوار من السيطرة على كل من قرية خربة السودة بريف حمص الغربي وعلى محطة وقود قرب قرية قزحل وقطع تام لطريق حمص- مصياف مع تواجد كثيف لقوات النظام في محيط بلدة قزحل».
كما دارت اشتباكات عنيفة في معظم جبهات الريف الشمالي، خصوصاً على أطراف بلدتي الحولة وتلبيسة والغنطو مع اشتعال بعض الحرائق «نتيجة القصف العشوائي من الطيران الحربي الذي شن أكثر من 10 غارات جوية وقصف بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على الجبهات الغربية للريف الشمالي».
من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «اشتباكات دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، من أبرزها حركة أحرار الشام وجبهة «النصرة» وجيش التوحيد من جهة أخرى في محيط عدة حواجز بريف حمص الشمالي، إثر هجوم للفصائل على المنطقة، ما أدى لسيطرة الأخير على حاجزي الصديق وكازية عز الدين، وقطع طريق حمص- مصياف، وسيطرة على أجزاء من منطقة خربة السودة، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية ما لا يقل عن 10 غارات على مناطق في قرى جوالك وسنيسل والمحطة بريف حمص الشمالي، وقصف مكثف لقوات النظام على أماكن في مناطق الاشتباك ومحيطها».
الحياة