شهدت مدينتا طرطوس وجبلة، غربي سورية، على خلفية سلسلة التفجيرات، التي ضربتهما اليوم، الإثنين، والتي تسببت بمقتل نحو 100 شخص، إضافة إلى عشرات الجرحى، حدوث أعمال شغب وفوضى من قبل مجموعات مسلحة موالية للنظام، تحت حجة “الغضب” وقامت بالاعتداء على عدد من مخيمات النازحين في المدينة، حيث تم الاعتداء على عدد من قاطنيها بالضرب وسلبهم ممتلكاتهم.
وقال ناشط مدني من مدينة طرطوس، في حديث مع “العربي الجديد”، طلب عدم ذكر اسمه، إن “مجموعة من مرتزقة العقيد، سهيل حسن، ومن مليشيا الدفاع الوطني، استغلت اليوم التفجيرات التي حدثت في المدينة، وموجة الغضب التي تملكت شريحة من المجتمع، لترتكب أعمال السلب والنهب، وتعتدي على مخيمات النازحين في المدينة، تحت شعار الانتقام لقتلى التفجيرات”.
وبيّن أن “هذه المجموعات قامت بالاعتداء على النازحين في مخيمات العقارية القديمة والبصيرة، ومخيم الكرنك، الذي أحرقت فيه 18 خيمة، بالضرب والشتم، إضافة إلى تحطيم جزء من ممتلكاتهم وسلبهم بالقوة جزءاً آخر ونقوداً ومصاغاً، مما تسبب في إصابة عدد من النازحين بجروح، في حين هربت عدة عائلات من المخيم”، لافتاً إلى أن “هناك أيضاً مدنيين استغلوا هروب النازحين من المخيمات ليقوموا بالسرقة أيضاً”.
وأضاف أن “الناشطين يعملون على تأمين خيم للذين فقدوا خيمهم، إضافة لتعويض الأضرار التي تكبدوها جراء هذه الاعتداءات”.وأوضح أن “هناك جهات تعمدت تجييش الأهالي مستغلة الصدمة بالعدد الكبير من القتلى والجرحى، لافتعال فتنة بين أهل المدينة والنازحين إليها، لكنهم فشلوا، فقد سارعت مجموعات من الناشطين والأهالي إلى المخيمات لوقف الاعتداء عليهم، وتمت مناشدة العديد من الجهات للإسهام في التهدئة، كما تمت إعادة عدة عائلات كانت قد هربت من المخيمات باتجاه البحر”.
وكان العديد من الناشطين المدنيين في مدينة طرطوس قد عبروا على مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم من الاعتداءات التي ارتكبت بحق النازحين، مؤكدين أن هؤلاء لا يتحملون أية مسؤولية عن التفجيرات التي وقعت اليوم، فيما أشار آخرون بإصبع الاتهام إلى النظام، حيث تعتبر هذه التفجيرات الأولى من نوعها، ووقعت في عمق المناطق التي يسيطر عليها النظام، حيث تنتشر عشرات الحواجز، مما يثير الكثير من الأسئلة عن طريقة وصول السيارات المفخخة والمتفجرات إليها.
العربي الجديد