تقرير آخر من سلسلة تقارير اللجنة الدولية المستقلة المعنية بالتحقيق في جرائم الحرب في سوريا . يدمي القلب واللسان يعجز عن التعبير .العين لا تكف عن النحيب و القلب ينزف دما ويصمت القلم عن التعليق على المشهد المفجع الذي جاء في
صفحات التقرير تقرير آخر يضاف إلى سلسلة التقارير المروعة للمأساة المستمرة التي يعيش تفاصيلها و يومياتها الشعب لسوري على مدى اربعة اعوام خلت من عمر ثورته. نساء ورجال ينتهك اعراضهم وتحرق بيوتهم وتسلخ اجسادهم احياء. يعتقلون ويشردون في البراري والقفار يلتحفون السماء ويفترشون الأرض . طعامهم ما تجود به الأرض من خشاشها ومائهم ما تعف الدواب عن شربه هذا ليس مشهد درامي من قصص الف ليلى وليلى ولا هو من احداث فلم للخيال العلمي . بل هو جزء من تقرير اللجنة الدولية للتحقيق بجرائم الحرب المرتكبة بسورية بآخر اصداراته . تقرير سبقه ثمانية تقارير وحصل على الرقم تسعة ضمن هذا المسلسل المكسيكي الذي عرفنا بدايته عندما قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة تشكيل هذه اللجنة في عام 2011 ولا احد يعرف النهاية إن الجرائم المروعة التي ترتكب في حق الشعب السوري كل يوم لم تلقى من المجتمع الدولي غير عبارات الشجب والإدانه والاستنكار كلمات سئم الشعب السوري سماعها ومل تكرارها في نشرات الاخبار على لسان مسؤولو بعض الدول النافذة في مجلس الأمن وملحقاتها من المنظمات الحقوقية .التي لم ترتقي الى اي حل جدي ينتهي معه نزيف الدم السوري في يومياته المأساوية الممتد على مساحة الوطن السوري . كل ذنبه في هذه الفاجعه انه طالب بالحرية والكرامة الانسانية . إن اطفال سورية ونساءها الثكالى المنكوبات في مخيمات اللجوء اوالنساء اللاتي في غياهب سجون الأسد ينتظرن تحرك فعلي من هيئات المجتمع الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، التي اكتفت بإصدار التقارير ولم تهب لنجدتهم كما فعلت مع شعوب كثيرة في المنطقة وغيرها ومن بقاع العالم . ليس المطلوب من الأمم المتحدة في ظل هذه المحرقة الإنسانية أن تكتفي بتوجيه اللوم لهذا الطرف او ذاك ولم يعد مقبولاً بأي شكل من الاشكال توجيه الاتهام لحكومة بشار الأسد بأنها ارتكبت جرائم حرب أو جرائم ضد الأنسانية .وتدعو كما جرت عليه العادة إلى تشكيل لجان تفضي الى إجراء تحقيق مستقل او تقصي حقائق حول قيام قوات الأمن التابعة لنظام الاسد او الجماعات المعارضة بالاستهداف الممنهج للشعب السوري. وكأن جرائم هذا النظام البربري المتوحش خافية على احد منذ مذبحة حماة في ثمانينيات القرن الماضي ، و يبقى الأمر مستغرباً ومستهجناً أن هذه المنظمات الدولية والحقوقية هي عينها التي وصفت ما يحدث للشعب السوري بأنها مأساة القرن الحادي والعشرون واكتفت بالمتابعة مع بعض البيانات التي تبقي مشعل الامم المتحدة متقداً لذر الرماد في العيون وتسوق لبعض الشعوب انها فعلت شيئاً . ثم أليست هذه المجتمع الدولي من خلفه هذه المنظمات الإنسانية هي التي هرولت ونادت لضرورة انقاذ الايزيدين في جبل سنجار العراق عندما تعرض لهم تنظيم الدولة في العام الماضي . وهذه الدول عينها القائمة على مجلس الأمن الدولي والمتحكمة بقراراته قد لجأت لاستخدام القوة لحماية المدنيين في سنجار ومن قبل في شمال العراق وقبلها في الصومال وغيره من البلدان ؟ لماذا لا تتخذ الإجراء نفسه تجاه ما يحدث للسوريين منذ اربع سنوات وتكتفي بالحديث عن حل سياسي لم تبذل له اي جهد يذكر حتى لايتهمنا البعض بأننا فقط ندين المجتمع الدولي وننسى منظماتنا العربية والاسلامية .في هذا السياق نقول مالذي فعلته منظمة التعاون الإسلامي اتجاه مأساة السوريين .إن أقصى ما استطاعت فعله هو عرض القضية أمام المجتمع الدولي في الأمم المتحدة والطلب من المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل والدعوه الى اغاثة الشعب السوري المنكوب ، وماذا عن الجامعة العربية والدفاع العربي المشترك حدث ولا حرج في ثواباتها منذ انشائها وما أضعفها من منظمة لا تجيد سوى رمي قضايا أمتها إلى من يدعم ذلك النظام الدكتاتوري الوحشي إما بالسلاح واما بالسكوت عن جرائمه المستدامة. اما حكومات الدول العربية في بلاد العرب اوطاني .بعضها اكتفى بالصمت والمراقبة وكأن الأمر لا يعنيها، بل بعضها حاول سوق المبررات لنظام الأسد ومنها من يدعمه . تحت عنوان اولوية مكافحة الارهاب والتطرف ومنعت دخول السوريين الى بلدانها وكأن السوريين وباء سيحل بهم وبأوطانهم . اين العروبة والانسانية وحق الأخوة اين المروءة والشهامة والنخوة العربية التي طالما تغنى بها الاشقاء العرب . اما الشقية تركيا وزعيمها الفاتح الجديد كلنا يتذكر قوله عندما وقف ذات يوم خطيباً بالناس في بداية الثورة السورية قائلا,, لن نسمح للنظام السوري بأن بكرر مجزرة حماة ,, وحماه خط احمر . وغيرها من العبارات .سقطت حمص وحماه وغيرها . ولم نرى صدى . لم نرى منه أن حرّك جنديا واحدا لنصرة الشعب السوري الذي هو على مرمى حجر منه إن سورية اليوم لا تحتاج لبيانات الرفض والشجب من المجتمع الدولي ومنظمات وأنظمة مجلس الأمن الدولي ، ولا تجيد عبارات التهديد والتنديد والوعيد. وإنما نريد اجراءات ملموسة الإنقاذ ما بقي من الشعب السوري بالقول والفعل لم يعد الأمر كافياً بالنسبة لشعوب العربية. بجمع التبرعات والدعاء لشعب السوري وحثه على الصبر . بل عليهم الضغط على حكوماتهم من اجل سرعة التحرك لانقاذ ما يمكن انقاذه من سورية الوطن والانسان
لم يعد الامر يحتمل اخذا ورد بل حـــزم .. . وجـــــــــد