دمشق ـ «القدس العربي» ووكالات: استخدمت روسيا، بدعم من الصين، حق النقض في مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة، وذلك للمرة الرابعة عشرة منذ اندلاع الصراع السوري عام 2011 ، لمنع تسليم مساعدات إنسانية عبر الحدود من تركيا والعراق لملايين المدنيين السوريين.
وكان القرار الذي أعدته بلجيكا والكويت وألمانيا سيسمح بنقل مساعدات إنسانية عبر الحدود لمدة عام آخر من نقطتين في تركيا وواحدة في العراق، لكن روسيا حليفة الحكومة السورية أرادت الموافقة على نقطتي العبور التركيتين لمدة ستة أشهر فقط.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مسودة القرار، في حين أيدته بقية الدول الأعضاء وعددها 13 دولة.
وفي إطار الحملة العسكرية الرابعة والشرسة التي يقودها الحلف الروسي – السوري، على منطقة خفض التصعيد الأخيرة شمال غربي سوريا، قتل 16 مدنياً وأصيب 45 آخرون أمس بقصف حربي ومروحي لقوات النظامين على ريف إدلب.
وكثفت الطائرات غاراتها على مدينة معرة النعمان واستهدفتها بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ما دفع الأهالي للخروج بمظاهرات حاشدة عند معبر باب الهوى الحدودي، تنديداً بالصمت التركي، لكن اللافت في ذلك تصدي تنظيم جبهة النصرة «هيئة تحرير الشام» للتظاهرة، واعتقال ناشطين وصحافيين، وسط إطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع باتجاه المدنيين.
وقتل أكثر من 80 مقاتلاً من قوات النظام والفصائل المقاتلة في اشتباكات مستمرة بين الطرفين خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في محافظة إدلب وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما وثق مدير الدفاع المدني في سوريا مصطفى الحاج يوسف في تصريح لـ«القدس العربي» استهداف 25 منطقة بـ 61 غارة جوية.
مدير وحدة الدراسات لدى مركز جسور للدراسات عبيدة فارس، رأى ان النظام السوري يسعى الى الوصول إلى معرّة النعمان، عبر استراتيجية عسكرية تقليدية، إذ تحاول قواته الوصول إلى معرة النعمان جنوبي إدلب والسيطرة عليها، بما يؤدي لتطويق نقطة المراقبة التركية في تل صرمان أو معر حطاط أَو كليهما، مستفيدة من غياب أي ردّ فعل من جانب تركيا.
وأوضح فارس لـ«القدس العربي»، ان قوات النظام السوري وروسيا تتبع سياسة الأرض المحروقة وبثّ الذعر بين السكان المحليين للضغط على فصائل المعارضة وتركيا، متبعةً سياسة القضم البطيء، في ظل صعوبة سيطرة قوات النظام السوري على المنطقة العازلة دفعة واحدة، والاعتماد على أسلوب التطويق أو فكي الكماشة في السيطرة على مساحات واسعة لتقليل التكلفة المفترضة بهدف خرق دفاعات فصائل المعارضة.
وواصلت أمس قوات النظام تقدمها على حساب فصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية، حيث انتزعت السيطرة على نحو 10 قرى جنوب شرقي إدلب، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفسّر المعارض السياسي وائل الخالدي ان ما يجري على الأرض هو وفق اتفاق تركي ـ روسي «لضمان تسليم طريق دمشق – حلب، المعروف بـ إم 5، لموسكو، وحمايته من قبل الفصائل، كضمانة لبقائها، وشراكتها بمداخل المعابر، تمهيداً لدمجها لاحقاً بالفيلق السادس».
واعتقلت هيئة تحرير الشام مجموعة نشطاء وصحافيين لعدة ساعات، وذلك أثناء تغطيتهم المظاهرة المنددة بالصمت التركي، حيث أطلقت الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريق جموع المتظاهرين عند معبر باب الهوى الحدودي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عناصر أمنية تابعة لـ «هيئة تحرير الشام» اعتقلت 4 نشطاء إعلاميين أثناء تغطيتهم المظاهرة الحاشدة المناهضة للحكومة التركية عند معبر باب الهوى الحدودي، حيث تمكنت هيئة تحرير الشام من تفريق المتظاهرين من خلال إطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع.
وأغلقت «هيئة تحرير الشام» الطرقات المؤدية إلى معبر باب الهوى من خلال وضع كتل إسمنتية ونشر عشرات العناصر من الأمنيين الملثمين، حيث حاول المتظاهرون الوصول إلى البوابة لمطالبة الضامن التركي بالتحرك لوقف العمليات العسكرية التي تشهدها مناطق ريف إدلب.
من جهة أخرى وصل عشرات الجنود السعوديين إلى حقل «العمر» النفطي الخاضع لسيطرة تنظيم «ي ب ك/بي كا كا» المصنف إرهابياً في تركيا حسب وكالة الأناضول، في ريف دير الزور، شرقي سوريا.
وأوضحت مصادر مطلعة أن القوات الأمنية السعودية التي وصلت إلى الحقل عبر طائرات هليكوبتر مكلفة بحماية خبراء سعوديين ومصريين وصلوا إلى الحقل قبل أسبوع، وتبين فيما بعد أنهم تابعون لشركة «أرامكو».
وفي خبر لوكالة «د ب أ» الألمانية سيطر مقاتلو تنظيم «الدولة» على حقل نفطي في محافظة حمص وسط سوريا بعد معارك عنيفة مع الجيش السوري.
نقلا عن القدس العربي