تتواتر الأخبار عن زج نظام الأسد لعناصره وميليشياته العسكرية في الصراعات الخارجية إرضاء لحليفه وولي نعمته روسيا، في وقت اختفت فيه نبرة السيادة والوطنية من وسائل إعلامه، لتحل مكانها مفاهيم التضامن مع الصديق الروسي في عدوانه على أوكرانيا.
وزارة الدفاع الروسية لم تنشر خطأ صور الجنود السوريين وهم يرفعون شارة الحرب الروسية “z” ويحملون الأعلام الروسية وصور بوتين، بل تقصدت ذلك كما تقصدت من قبل نشر صور مهينة لبشار رأس النظام وهو يسحب كطفل صغير من يده ويؤدب ليعرف مكانه ولا يتخطاه، إنه إذلال المرتزق ومطالبته بإظهار الولاء دائماً حتى يعرف أنه مهما كانت تسميته سواء جندي أم قائد فرقة عسكرية كالنمر أو رئيس نظام كالأسد، ما هو إلا بيدق يحركه بوتين متى شاء ويرمي به أين يشاء.
بوتين بتصريحه الأخير يفاخر بوجود 16 ألف “متطوع” من الشرق الأوسط سيحاربون بجانب جيشه في غزوه لأوكرانيا ..هؤلاء ” المتطوعون” لا يملكون في الحقيقة أي عقيدة قتالية، فأوكرانيا ليست في عداوة تاريخية مع سوريا ولا تحتل جزءاً منها ولم تكن في يوم ما خصماً في صراع سياسي أو اقتصادي ..إذاً لماذا يقاتل جنود الأسد وشبيحته في الخندق الروسي ضد أوكرانيا؟!
قبل أيام أخرج النظام مسيرات عفوية مسيرة بالإكراه كعادته من الحسكة إلى حمص حلب والسقيلبية وكل منطقة يملك سلطة فيها، أخرج الأهالي والطلاب ليقولوا أنهم متضامنون مع العدوان الروسي ولتلتقط وكالة «روسيا اليوم» الصورة المطلوبة وتنشرها تحت عنوان «في دول مختلفة حول العالم.. مسيرات مؤيدة دعماً للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا» صور هذا التضامن جاءت من لبنان وصربيا وأرمينيا وسوريا..ربما نتفهم التقارب الصربي الأرميني اللبناني مع روسيا لأسباب طائفية، لكن مالا نتفهمه اندفاع السوريين الموالين لإظهار دعم قضية بوتين الساقطة أخلاقياً وقانونياً.
يبدو أن قيادة النظام السوري قد اتخذت قراراً بجعل سوريا مركزاً لتصدير المرتزقة على شاكلة مرتزقة “فاغنر” الروس، بعد أن أصبحت مركزاً عالميا لإنتاج وتجارة المخدرات وهو ما ينذر بكارثة اجتماعية على السوريين لن تفلح معها الإصلاحات المستقبلية، وهو ما يذكرنا بما فعله النظام مع انطلاقة المظاهرات في بداية الثورة كيف أخرج المجرمين ومتعاطي المخدرات من السجون وجعلهم من اللجان الأمنية المسؤولة عن قمع المظاهرات، وهم الذين تحولوا بعد ذلك إلى وحش كاسر ومرض اجتماعي مزمن حوّل سوريا إلى شبكة عالمية لصناعة وتجارة المخدرات.. اليوم يعيد النظام نفس السيناريو ولكن مع صنف جيد من الجرائم والمجرمين هم المرتزقة العابرين للحدود باسم التضامن مع الحليف الروسي .
محمد مهنا – مقالة رأي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع