تبدو العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن في أسوأ حالاتها، على الأقل في ما يتعلق بالملف السوري. فالبلدان لا يتوقفان عن اتهام بعضهما البعض بالمسؤولية عن انهيار الهدنة التي لم تدم عموما إلا بضعة أيام.
ووصل بهما الأمر إلى وقف التنسيق المشترك في الشأن السوري، ووقف المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة جديدة، رغم تأكيدهما أنهما لن يألوَا جهدا من أجل ذلك.
تصعيد في لهجة الطرفين يرافقه هجوم وقصف مدمر وغير مسبوق على حلب تحديدا وصفته الأمم المتحدة بالأسوأ في العالم، ووصف كيري ما يجري في سوريا بالأسوأ إنسانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
وبينما تتهم موسكو الأميركيين بالتحضير لعمل عسكري ضد النظام السوري وتحذر منه، وتعمد إلى نشر بطاريات صواريخ متطورة مضادة للصواريخ، تتوارد أنباء عن حصول المعارضة على صواريخ غراد، وأن إدارة أوباما التي تأفل شمسها خلال أسابيع، ربما تدرس خيارات للتعامل مع سعي الروس للي ذراع العم سام في الوقت الضائع.
لكن تقارير إعلامية ذكرت أن وكالات الأمن الأميركية تبحث الخيارات الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية والاقتصادية بشأن سوريا.
من جهته قال سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، إن مشروع القرار الفرنسي يسعى إلى تثبيت الهدنة السابقة في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا لا تريد ذلك وأن موسكو ممعنة في قتل المدنيين وسياسة التدمير في سوريا.
وأشار إلى أن مشكلة كل القرارات تستجدي روسيا التي هي طرف في الحرب وترتكب الجرائم والمجازر وبالتالي لن يتم تمرير أي قرار يمنع ذلك في مجلس الأمن الدولي، على حد قوله.
وقال المسلط إن هناك خلافات بين وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووزارة الخارجية الأميركية بشأن الحل في سوريا.
ونوه إلى أن الإدارة الأميركية الحالية لن تتدخل عسكريا في سوريا، قائلا إن إدارة أوباما تعودت على إصدار الوعود دون تنفيذها، متمنيا أن يحدث شيء إيجابي في أواخر عهد أوباما.
كما نبه المسلط إلى نية الهئية العليا للمفاوضات العمل على “توحيد الفصائل الثورية المسلحة” البعيدة عن التشدد والتطرف وأن هناك اجتماع سيعقد في العاصمة السعودية الرياض في الأسبوع المقبل لبحث استراتيجيات جديدة للمعارضة.
سكاي نيوز عربية