د أحمد الخاني
وغدا الشعب في خضم البلاء
وهواهم إلى عيون السماء:
رب رحماك جاء عيدٌ لأمن؟
إنه العيد مترع بالعطاء
ومراد النفوس تنعم أمناً
ثم زاداً على البطون الخواء
وتواسي الجراح تحفر عمقاً
في فؤاد مضمخ بالفناء
♦ ♦ ♦
طفلة الحي من هُزالْ
جسمها صار كالخيال
مسحت دمع جمرة
غص في حلقها المقال:
يا أبي أين بيتنا؟
هل لنا اليوم من مآل؟
في نشيج تقولها
رأسها داخ واستمال
أغداً عيد يا أبي؟
هل لنا صفو مشرب؟
شربنا ماء سبخة
آه يا نفسيَ اندبي
عطشي قاتلي غداً
عفت نفسي وملعبي
دمعه قال: طفلتي
إن أتى الغيث فاشربي
♦ ♦ ♦
ثم قالت: فعيدنا
نحو بيتي يعيدنا؟
لعبي في خزانتي
أجنود تكيدنا؟
كيف جئنا إلى هنا؟
حسرات تزيدنا
إنه العيد يا أبي
طيران يبيدنا؟
♦ ♦ ♦
وأخي مات قبل عيد الماضي؟
قتلوه بشفرة المقراض؟
أم بسكينة؟ أ قالوا: ذبيح
ثم قالوا: مهتك الأعراض
أنتنت من جسوم قتلى نظام
نشر الجو فاتك الأمراض؟
أدموع أيا أبي؟ وثيابي
كيف ضاعت و سائر الأغراض؟
♦ ♦ ♦
جاءنا العيد هل شريت جديدا؟
والهدايا؟ نسيت شيئاً فريدا
أين حلوى، وطرطعان مثير
يبهج الطفل؟ لن يكون سعيدا؟
إنه العيد، كيف بشار يلهو
قبل عيدي؟ لكان أمراً فريدا
طرطعان العدو يهدم بيتي؟
دمعه قال: لا تقولي مزيدا
أول أيام العيد
وغدا الناس يوم عيد سكارى
ليس شيخ ببيته يتوارى
فبيوت على بقايا بيوت
والملاءات بينهن حيارى
ورياض الأطفال فوق تلول
من ركام مع الجدى تتبارى
والأراجيح، في الخراب كطيف
باعتلاء، مشانق تتمارى
وأتى العيد والبرايا ذهول
وطلول البناء ماذا تقول؟
وأتى العيد والوجوم مريع
وأتى العيد والنساء عويل
وشيوخ تقول: عيد سعيد
بعد بشار، والمنايا مثول
إنه العيد، هل نكون بسلم؟
لست أدري بما تقول الطلول
♦ ♦ ♦
والأناشيد في الطفولة تشدو
ودموع الكبار في العيد تحدو
جاء صاروخ من خلال غيوم
طائراً كان، والمنيات تعدو
ضج وسط الزحام في يوم عيد
حين مدوا البساط، للموت مدوا
كفناً صار، صرة لعظام
و(رياض) يقول: جندي استعدوا
♦ ♦ ♦
فلنا الأرض هم لديهم علاء
طيران عدا علينا البلاء
رب رحماك فاكفنا ما علانا
فسماء علا عليها سماء
أنت فوق السماء إنَّ حمانا
في دمار، عدا عليه الفناء
يا لبشار، يسمع الله صوتي
سوف تفنى، تشاء أو لا تشاء.
مجلة الحدث – نور سالم