شجرة يرجع عمرها إلى آلاف السنين، استخدمها الإنسان على مر العصور واستفاد منها عبر زيتها وثماره، كما أنها الأشجار المباركة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، كما ذكرت في مواضع قسم في القران الكريم، حيث اقسم الله بها، والله سبحانه وتعالى لا يقسم إلا بعظيم، كما استخدم العالم أغصانها رمزاً للسلام الدولي.
تعد أشجار الزيتون من أكثر الأشجار انتشاراً في منطقة حوض المتوسط، وكانت تعد سوريا أولى الدول العربية في إنتاجه، والرابعة عالمياً بعد اسبانيا وإيطاليا واليونان، بسبب المناخ المعتدل والتربة المناسبة لزراعتها، ويستخرج من شجرة الزيتون زيت مبارك ينتفع به الإنسان في حياته اليومية، حيث يعتبر من الزيوت الصحية الخالية من الكولسترول المضرة للقلب، كما استخدم عبر الحقب الزمنية كعلاج لبعض الأمراض التي كانت تصيب الإنسان.
حيث يروي أبو خالد عن قصة شجرة الزيتون في ريف إدلب بالقول:” تعد معظم أراضي سوريا صالحة لزراعة أشجار الزيتون، وإن مردودها الاقتصادي ممتاز مقارنة مع الأشجار الأخرى، لذلك نلجأ إلى إكثار أشجار الزيتون في الأراضي الزراعية”.
شجر الزيتون من أقدم الأشجار في العالم، إذ تعتبر سوريا من أقدم البلاد زراعه وشهرة، حيث تملك سوريا 55مليون شجرة زيتون في طور الإنتاج، وما يقارب 13 مليون شجرة في مرحلة النمو، لكن هذا الواقع بدأ بالتغير مع اندلاع الحرب السورية، بسبب الدمار الكبير الذي لحق بهذه الأشجار، وعدم وجود منافذ للتصدير جعل المزارعين يبتعدون مرغمين عن زراعات آباءهم، والتي كانت تدر عليهم الكثير.
وأفاد لنا محمد أحد المزارعين في ريف حماة الشمالي عن سبب ابتعاده عن زراعة الزيتون قائلاً:” شردت الحرب السورية مئات العائلات من بيوتها، وقد اضطررت مكرهاً إلى الابتعاد عن الارض التي أفنيت حياتي فيها، بسبب عمليات القنص واحتلال عناصر النظام للأراضي الزراعية، واستخدامها كسواتر ترابية لحماية جنودهم”.
وتحاول بعض المنظمات الدولية تشجيع الناس إلى الاقبال على زراعة الزيتون، وحصد المحصول لمحاولة اعادة الزيت السوري إلى سابق عهده الذي مضى، وتقوم هذه المنظمات عن طريق تقديم الدعم إلى أشخاص فاعلين في المجتمع الزراعي، ومحاولة تأمين مستلزمات المزارع السوري.
حيث أفاد الدكتور خالد الحسن للمركز الصحفي السوري عن بعض الخدمات التي قدمت وتقدم لمزارعي الزيتون بالقول: ” قامت مؤسسة شفق التركية بتقديم العديد من الخدمات للمزارعين منها، القيام بعملية قطاف الزيتون وعصر الزيت وتقديمه للمزارع مجاناً، بالإضافة إلى تأمين الأسمدة الضرورية، وعملية تقليم الأشجار”.
نتمنى أن تعود سوريا لسابق عهدها، بلداً للخير والعطاء والأمن والسلام بعد أن دمرت الحرب كل شيء جميل في هذا البلد وجعلت منه أنقاضاً، لكن السوريين مصرون بعزيمتهم على إعادة البناء والحياة لبلدهم.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي