اربع سنوات مضت منذ اندلاع شرارة الثورة السورية في مارس من العام 2011 ، حين اندلعت اولى التظاهرات في درعا مستلهمة روح ثورات الربيع العربي، قبل ان يواجههم نظام بشار الاسد بحملة لا مثيل لها من القمع استخدم فيها هذا النظام الديكتاتوري كل انواع الاسلحة من المدفعية والدبابات والطائرات الى الصواريخ البالستية والسلاح الكيماوي، مما اجبر الكثير من ابناء الشعب على حمل السلاح للدفاع عن مناطقهم.
لقد خلفت حملة القمع التي قادها النظام حصادا كارثيا وخسائر بشرية هائلة، حيث سقط مئات الالاف من القتلى ، ونحو 12 مليون شخص اي ما يعادل نصف عدد السكان أجبرتهم الحرب على ترك ديارهم، واكثر من مائتي الف معتقل استشهدوا جراء التعذيب داخل معتقلات وسجون وأقبية أفرع مخابرات النظام، فضلا عن الدمار الهائل الذي لحق بالمدن والبلدات والقرى في طول البلاد وعرضها، بجانب بروز ظاهرة التنظيمات المتطرفة التي باتت تشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الدوليين.
لم تكن الازمة السورية، التي لا يلوح في الأفق بارقة أمل لحلها، سوى اختبار لدول العالم بأثره ولإرادة المجتمع الدولي ممثلة في مجلس الامن الدولي والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، وهو اختبار فشل فيه كثيرون وفي مقدمتهم ، للأسف، مجلس الامن والدول الكبرى التي أظهرت عجزا مريعا في تحمل مسؤولياتها إزاء ما يحدث للشعب السوري من إبادة وقمع، لا نظير له في التاريخ الحديث.
نعم .. سقطت دول كثيرة ومنظمات كبرى في “امتحان سوريا”، في حين بقيت قلة من الدول لم تبدل ولم تغير في مواقفها الثابتة والمبدئية في مساندة الشعب السوري ودعم تطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة الانسانية وحقه في اختيار من يحكمه. ومن بين هذه الدول القليلة التي لم تتخل عن الشعب السوري تبرز دولة قطر في المقدمة.
ان سياسة دولة قطر الثابتة ازاء القضية السورية ووقفتها الصلبة مع الشعب السوري في هذه الأزمة، وتأكيد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على ضرورة رحيل الاسد ليست سوى تعبير عن وعي القيادة القطرية بمخاطر بقاء النظام الحالي الذي يشكل رحيله اهم الخطوات في الطريق للقضاء على التطرف.
رأي الشرق – الشرق القطرية