انطلقت حملات التوعية بسرطان الثدي حول العالم مع بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر حيث يتم النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمراكز الطبية حملات توعوية لخطورة هذا المرض والذي يعد ثاني أخطر سرطان في العالم بعد سرطان الرئة.
من جهتها قامت مديرية صحة إدلب بنشر توعية سرطان الثدي عبر صفحتها الرسمية بعنوان: “كل ثماني سيدات تصاب سيدة بسرطان الثدي فاحرصي على نفسك ولا تكوني الثامنة”.
وبالتزامن مع شهر تشرين الأول شهر التوعية بسرطان الثدي أطلقت الفرق النسائية في الدفاع المدني السوري حملة (لا تأجليها) في شمال غرب سوريا بهدف توعية النساء، وحثهن على مراجعة النقاط الطبية النسائية وتسليط الضوء على خطورة المرض وانتشاره بين اليافعات، والتركيز على أهمية الكشف المبكر في الشفاء والفحص الذاتي للسيدات، وترغب هذه الفِرق التطوعيّة في الدفاع المدني الوصول إلى أكبر عدد من السيدات خلال هذا الشهر.
ما هو سرطان الثدي:
يعرّف الطبيب الجراح خالد الحقبة مرض سرطان الثدي بأنه عبارة عن خلايا ورمية شاذة تتشكل ضمن الخلايا القنيوية والخصيصية في الثدي لأسباب عديدة.
وهو مرض يصيب النساء والرجال لكن بنسب قليلة مقارنة بالنساء، حيث تم تسجيل 2.2 مليون حالة عام 2020 وهو السبب في الوفيات الناجمة عن السرطان في أوساط النساء حيثُ توفيت بسببه ما يقارب 685000 امرأة خلال عام 2020.
ويشار إلى أن الوفيات ترتفع في المناطق المنخفضة الدخل والمتوسطة إلا أن الكشف المبكر يعطي فرصة للحياة بنسبة 90%في المناطق المرتفعة الدخل و66%في المناطق المنخفضة الدخل.
الأسباب للمرض:
يضيف د. حقبة بأن الأسباب بنسبة 65_75% فردية
20_30%عائلية
5_10وراثية
أما الأسباب المؤهبة للمرض: العمر فوق 35، عدم الإنجاب والإرضاع، حيث الدورات الطمثية المتلاحقة والذي يعتبر من العوامل المؤهبة، في حين أن فترات انقطاعها بسبب الحمل والإرضاع يشكل عاملاً وقائياً للسرطان.
يضاف إلى ذلك السمنة وعدم الرياضة، شرب الكحول ،العلاج بالهرمونات البديلة خلال فترة الطمث، والتعرض للإشعاع المؤين ،البلوغ المبكر للفتاة، التقدم بالعمر وإنجاب أطفال في عمر متأخر أو عدم الإنجاب.
تشخيص المرض:
يذكر الطبيب خالد أن هناك 33% من حالات سرطان الثدي تكتشفها السيدة بوجود كتلة في الثدي.
أما الأعراض والعلامات: فهي ضخامة الثدي وعدم تناظره، تبدلات الحلمة وانكماشها ، النز من الحلمة ،تقرح جلد الثدي أو احمراره ،وجود كتل تحت الإبط ،وألم عضلي موضعي.
وهناك ما يقارب 5% من النساء اللواتي يراجعن شكوى متعلقة بالثدي ولا توجد أي علامات سرسرية تشير لوجود آفة في الثدي.
الخطورة:
يشكل سرطان الثدي غير المشخص نسبة كبيرة من أسباب الدعاوى القضائية المتعلقة بسوء الممارسة الطبية وارتكاب أخطاء في وضع التشخيص إضافة إلى نسبة كبيرة من التعويضات المدفوعة وعادةً ما تكون صاحبة القضية سيدة شابة كان الفحص السريري وصورة الثدي مضللَين؛ إذ راجعت سيدة تبلغ من العمر 45أو أقل بكتلة مجسوسة في الثدي مع موجودات غير قاطعة على تصوير الثدي فيجب إجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية مع الخزعة لتجنب تأخير التشخيص .
أهمية الكشف المبكر:
تزيد نسبة النجاة عند الكشف المبكر بحسب ما ذكره د. حقبة وخاصة في المراحل الأولى والثانية من المرض قد تصل إلى حوالي 70_80%وتعيش بعدها السيدة حياة طبيعية مقارنة بالمراحل المتأخرة حيث تنخفض إلى 50_60%، لكون الكشف المبكر عندما يكون حجم الكتلة صغير ولا يوجد انتقالات للرئتين والعظام أي يكون العلاج بالعلاج وبالتالي يمكن للمريضة أن تعيش حياة طبيعية والإنجاب على حد سواء.
الجدير بالذكر أنه يوجد في الشمال السوري مراكز للتصوير الشعاعي للثدي (الماموغرافي) في قرية الزرزور بريف جسر الشغور، والمشفى الجراحي التخصصي في محافظة إدلب ومشفى النسائية والأطفال (هاند إن هاند) في بلدة أطمة وهي مراكز تقدم خدمات مجانية للسيدات حيث بلغ عدد النساء اللواتي أجرين التصوير فيه إلى 30 سيدة، بحسب الاحصائية التي قدمتها فداء المعراتي فنية الأشعة في مشفى هاند إن هاند.
الوقاية:
يرى الطبيب خالد الحقبة أن الوقاية تكون بالتثقيف الصحي بالمبكر بالمرض، فحص الثدي الدوري لدى النساء كل شهر خلال الأيام الخمسة الأولى بعد الدورة الطمثية لتحري وجود أي كتلة.
أما بالنسبة للسيدات فوق سن 40 فنصح بإجراء تصوير ماموغرافي بشكل دوري كل 6 أشهر ،والنساء اللواتي لديهن قصة عائلية يجب إجراء الفحوصات بشكل مبكر.
تقرير إنساني/ فداء معراتي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع