انتقدت صحيفة وول ستريت جورنال سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء الشرق الأوسط، وقالت إن تركيزه على تنظيم الدولة الإسلامية يجر المنطقة للكارثة، في ظل تفاقم أزماتها واستعار الحروب فيها.
فقد نشرت الصحيفة مقالا اشترك فيه الكاتبان كينيث بولاك وباربرا وولتر، وقالا فيه إن إدارة أوباما تتعامل مع حريق الشرق الأوسط من خلال تركيزها على تنظيم الدولة، بينما عدوى الحروب الأهلية في بعض بلدانه -كما في سوريا- تنذر بالانتشار في المنطقة برمتها كالنار في الهشيم.
وأوضح الكاتبان أن الجهاديين الخطرين التابعين لتنظيم الدولة لا يعتبرون سوى عرض واحد للمشكلة الأكبر في الشرق الأوسط، وأن تركيز الولايات المتحدة عليه بدلا من التركيز على مصادره وأسبابه، ومن ثم محاولة إقناع الجميع في المنطقة بفعل الشيء ذاته، إنما يعني أننا نتجه نحو الفشل بعينه.
وأضافا أن روسيا في المقابل اتخذت موقفا واضحا له صدى منطقي إزاء شعوب الشرق الأوسط، فموسكواختارت الاصطفاف مع الجانب الشيعي من الصراع الذي يعصف بسوريا، متمثلة في وقوفها إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يلقى الدعم من إيران وحزب الله اللبناني.
إستراتيجية مخيفة
وأشار الكاتبان إلى أن الموقف الروسي لا يروق لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين من العرب السنة بكل تأكيد، ولكنهم يتفهمونه، وأما الذي لا يتفهمونه فهو الإستراتيجية المخيفة التي يتبناها حاميهم منذ زمن بعيد، وهو المتمثل في الولايات المتحدة.
وأضافا أن إستراتيجية واشنطن هذه هي التي جعلت السعودية تجد نفسها مضطرة لاتخاذ إجراءات خطيرة في سبيل الدفاع عن النفس، مثل دعم الحكومة اليمنية ضد جماعة الحوثي التي تفضلها إيران.
كما أشار الكاتبان إلى الأزمات الأخرى للمنطقة، وأكدا أن تنظيم الدولة لا يشكل المشكلة الأساسية للشرق الأوسط، وأوضحا أن مشكلة المنطقة تنبع من فشل نظام الدولة العربية الذي نشأ في أعقابالحرب العالمية الثانية، والذي أدى -حسب المقال- إلى انهيار الدولة وإلى الفراغ السياسي والحروب الأهلية كالتي تعصف بسوريا والعراق وليبيا واليمن.