المركز الصحفي السوري – خديجة الحمصي
في الثقافة العامة يعرّف “الضمير” بأنه الاخلاق والمسلكيات المتفوقة انسانياً وحضاريا، فهو الذي يتحكم ويرشد الانسان الى فرز التصرف السليم من التصرف الخاطىء، ويقوده الى اتخاذ القرارات التي إما أن تصنف بأنها جيدة ومثالية وإما انها تستمد بواعثها من مسلكيات الهامش الاجتماعي.
وفي بعض ثقافتنا الاجتماعية عند بعضنا في الفضاء الاجتماعي لاتزال قضية “غياب الضمير” ان لم نقل “موته” حالة مؤلمة وموجعة سيما اذا كان هذا الضمير يمارس ساديته وبشاعاته مع الاطفال، والاكثر وجعا اذا كان هؤلاء الاطفال هم الابناء، ويزداد الوجع شراسة وعنفا اذا كانت طفلة غرة صغيرة عالمها هو ألعابها وقلمها ودفترها و”شخبطاتها” ورسوماتها الطفولية.
الزواج الكارثة
تابعنا أصداء خبر زواج طفلة في لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها برجل يبلغ من العمر 80 عاماً والوحشية والقسوة التي عاملها بها للدخول عليها، ومازلنا ننتظر وزارة العدل لتضع حداً لمثل هذه الحالات التي فيها اغتيال للبراءة.
فهل تستطيع طفلة في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة أو حتى في الخامسة عشرة أن تكون زوجة ومربية وربة بيت، وتتحمل مسؤوليات ادارة اسرة وتنشئة جيل بعد اغتيال طفولتها وتقديمها وجبة سريرية لذئب جائع، إن واقع الحال يقول إنه حتى النساء الكبيرات لا يستطعن القيام بهذه المسؤوليات كما ينبغي فما بالك بطفلة صغيرة.
حول موضوع زواج القاصرات أجرينا هذا التحقيق.. اذ أن تجارب الفتيات بهذه العمر يقودهن لأمراض نفسية خطيرة وحتى لو انتهت حياتها الزوجية بالطلاق، إلا أن التجربة كسرت لها قلبها لأنها دخلت غابة ملايئة بالوحوش وأخذت فكرة عن الزواج غير التي تسمع عنها.
التقينا فتيات ممن خضن هذه التجربة في مخيم الزعتري ومازلن على مقاعد الدراسة ، فقالت مطلقة تدعى (رهف ) عادت لتدرس في الصف السادس عندما سألناها عن تجربة زواجها المبكرة، وقالت: “أكره الكلام عن هذا الموضوع الذي يجعلني أشعر بالحزن فقد كنت صغيرة جدا عندما زوجني أهلي، وكانت معلوماتي عن الزواج أنه فستان وفرح، وزوجوني رجلاً كان قاسياً معي، وتصرف معي بوحشية وشعرت بنفور شديد منه وبسبب معاملته لي وتدهور صحتي ورغبتي في الخلاص منه طلب أهلي منه أن يطلقني لكنه رفض فرفع أهلي ضده قضية في المحكمة الاردنية، وعشت في خوف شديد وقلق لا يعلم بهما إلا الله وكنت أذهب إلى المحكمة على أعصابي وبعد المحكمة كنت أعود لألعب مع بنات الجيران وحصلت على الطلاق، وبعدها عدت للمدرسة مطلقة أدرس بالصف السادس” لعلي اعوض ما فاتني من علم.
زواج لليلة واحدة
(صابرين ) تقول اكره الزواج بشدة حيث قالت:”أكره الزواج ولا أريد الزواج مرة ثانية، ثم تابعت تزوجت وعمري دون الخامسة عشر عام برجل سعودي عمره 36 سنة، وفي صباح اليوم الثاني هربت إلى بيت أهلي ورفضت أن أعود إليه ولو قطعوني، فطلقوني منه وبعد ذلك صرت أشعر بخوف شديد من الزواج، كما أنني أكره الزواج وربما لن أتزوج مرة ثانية لأنه صار عندي قناعة أن الزواج مش حلو“.
تقول المصادر ان هيئة حقوق الانسان قد عملت على وضع نظام لتحديد سن زواج الفتيات الصغيرات بحيث يتم منع زواج الفتاة التي لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها،ويأتي هذا النظام الذي رفع الى وزارة العدل لاقراره استناداً إلى دراسات وإحصائيات وبحوث علمية أكدت عدم جدوى زواج الفتيات الأقل من 14 عاماً لما ينتج عن مثل هذه الزيجات من مشاكل وآثار اجتماعية سلبية تتمثل في كثرة حالات الطلاق والترمل، إضافة إلى المشاكل الصحية والنفسية مشكلات خطيرة
اتفقت آراء معظم المختصين الاجتماعيين على أن الآثار المترتبة على زواج المسن بفتاة صغيرة متعددة منها احتمالية الانفصال والطلاق نتيجة الاختلاف وعدم التوافق بين المسن والفتاة أو لعدم قدرة المسن على تلبية احتياجات الفتاة العاطفية والنفسية،و عدم التكافؤ بين الزوجين
، فكما هو معروف أن لكل مرحلة عمرية خصائصها واحتياجاتها، فالشاب أو الشابة مثلا يتمتع بالصحة الجيدة والعنفوان الجسدي، ناهيك عن طريقة وأساليب التفكير ورؤية العالم بعين الشباب، ويختلف في تلك الخصائص كبارالسن فهم أقل صحة جسدية، وأقل قدرة جنسية، وكذلك هم يختلفون عن الشباب في طريقة تفكيرهم ونظرتهم إلى العالم من حولهم، وتبعا لذلك فإن احتياجات الشاب النفسية والاجتماعية والجسدية والعاطفية والترفيهية تختلف عن احتياجات المسن.
واضافة الي ذلك إن زواج فتاة في ربيع العمر ورجل في خريفه ليست في تقديري ظاهرة في مجتمعنا، ولكنها أحداث فردية نسمع بها، بل إننا لا نسمع بكل حادثة إنما يظهر للسطح زواج شابة من رجل كبير في السن ولكنه غني فينتشر خبر زواجه بفتاة وهذا ما يدعو الكثير يعتقد أن هذه الفتاة قبلت بهذا الزوج؛ بالرغم مما بينها وبينه من فروق في العمر والمستوى الاجتماعي لتنعم بماله، مشيراً إلى أنه ليس هناك حد أقصى ولا أدنى لفارق السن بين الزوج والزوجة، ولكن هناك حاجات مادية واجتماعية ونفسية للفتاة وللرجل وطالما شعرت الفتاة أن هذا الزوج لديه القدرة على تحقيق أكبر قدر منها تقبل الزواج منه، أما الرجل فمهما بلغ من السن فلديه احتياجاته الخاصة قد لا تكون مادية ولكن نفسية واجتماعية
المركز الصحفي السوري – خديجة الحمصي