باتت آلاف الدونمات مزروعة وتحوّل سد زيزون إلى بقعة زراعية خضراء، ومصدر دخل كثير من العائلات التي تقطن المنطقة بعد سنوات من التهجير والحرب.
أكثر من ٤٥٠٠ دونم مزروعة
تتصدر زراعة القمح مع الخضار الصيفية مجمل المساحة المزروعة في سد زيزون بريف حماة الغربي، بعد حادثة انهياره وخروجه عن الخدمة منذ الرابع من حزيران بالعام ٢٠٠٢، بسبب ضخ كميات كبيرة من المياه تفوق قدرة استيعابه التي تصل نحو ٧٠ مليون متر مكعب.
ليشكل مورد دخل لأهالي قرى الزيادية والصحن و تل أعور و مرج زهور في السنوات الأخيرة، بسبب تدهور وضع الزراعة بالمنطقة وخروج أغلب مصادرها عن الخدمة على رأسها قناة ضخ المياه القادمة من نهر العاصي، بسبب التخريب والقصف وسرقة المعدات.
وفي موسم هذا العام يقول محدثنا م، ش تم زراعة ٧٥ % من مساحة السد ب ٦٥٠٠ دونم بالمحاصيل على رأسها القمح والخضروات، وتحول السكان لاستصلاح باقي المساحات غير الصالحة بهدف استثمارها لزيادة مواسهم، في ظل اعتمادهم بشكل رئيسي على الزراعة مصدر دخلهم.
مبينا مع موجة الصقيع التي ضربت المنطقة في الأسابيع الماضية قضت على خضرة الإنفاق التي يستعدون لزراعتها بشكل كامل في مقدمتها الخيار و الكوسا و البندورة و الفليفلة و الباذنجان.
صعوبات لإنتاج المحاصيل الزراعية
يواجه المزارعون صعوبة تأمين مياه سقاية الخضروات وذلك لبعد المسافة التي تفصلهم عن حوض نهر العاصي إلى الغرب من مزروعاتهم لأكثر من ٤ كيلو متر، وبرأي المصدر يعتبر مشروع دعم الأهالي بألواح الطاقة الشمسية، لإعادة تشغيل الآبار الارتوازية التي تم تأهيلها مؤخراً بينها أربعة آبار داخل السد، أحد أهم المطالب التي يتوجهون بها عبر المركز الصحفي للمنظمات من أجل التدخل ودعم مشروعهم الزراعي الحيوي والرائد بعد انحسار جزء كبير من الأراضي بيد النظام خلال الحرب.
مبينا لجوء عدد من الفلاحين لاستدانة شبكة الطاقة من أصحاب المحال بالتقسيط لعامين وثلاثة لتأمين الري وسقاية المزروعات.
بينهم “عدنان، ع” الذي تكلف وفق قوله ٤٥٠٠ دولار أمريكي لشراء ألواح الطاقة بالتقسيط على عامين مع تهاوي سعر العملة التركية كل فترة أمام الدولار ومثله، “زياد، م” تكلف ٦٥٠٠ دولار أمريكي و”أحمد، خ، ن” بكلفة ٦٠٠ آلاف دولار و “عبدالله، أ” بكلفة ٤٥٠٠.
وبرأي “رياض، م” يشكل دعم زراعة المواسم الشتوية والصيفية في منطقة سهل الغاب، تأمين المحرر بالسلة الغذائية وتخفيض أسعار الخضرة والأعلاف والتبن التي ارتفعت بشكل كبير.
مساحة للرعي ولمزارع الأسماك
تتخذ عائلات عدة من البدو من سد زيزون، رابع أكبر السدود في البلاد على مسافة تمتد لأكثر من ٥ كيلو متر بارتفاع أكثر من ٣٣ مترا، موطئا لرعي الأغنام في حين يقضي أصحابها المهجرين من ريف إدلب ساعات بين ركام السد بالرعي
ولزيادة دخلهم وتوفير مصدر للرزق أقام الأهالي من العام الماضي المزارع لتربية الأسماك، واحدة طبيعية، واثنتين صناعية، يتم رفدها بمياه الآبار المستصلحة عن طريق الطاقة مستفيدين من عذوبة المياه وقدرة التربة على الاحتفاظ بها.
رفع خصوبة التربة بمخلفات السد
رفع انهيار السد بحسب الجيولوجي “ع، م” من خصوبة التربة القريبة في الزيادية، وزيزون والمشيك بسبب انتشار التربة الغضارية رغم ما خلفه من أضرار على مساحات كبيرة فاقت ٦٠ كم مربع من المحاصيل الزراعية غمرتها المياه، ما أدى إلى مقتل أكثر من ٢٠ شخصا وتدمير أكثر من ١٥٠ منزلا، بما فيها قرية زيزون بالكامل ١٤٤ منزلا.
وسط اتهامات لمسؤولي النظام بالوقوف وراء الحادثة بعد مضي ساعات من تدفق المياه من ظهر السد من اتجاه مانعة السد غربا، وعدم السماح بفتح المفرق للتخفيف من سعته التي وصلت ل ٩٠ مليون متر مكعب مقارنة مع ٧٠ مليون متر مكعب قدرته الاستيعابية، ضمن المعايير التي تم على أساسها إنشاء السد بالعام ١٩٨٩ والانتهاء بالعام ١٩٩٥ ووضعه بالخدمة بعد عام ١٩٩٦، ليساهم بإحياء مساحات زراعية كبيرة بالمنطقة بخاصة زراعة القطن والشوندر السكري التي تحتاج لكميات كبيرة من المياه .
تقرير خبري/ نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع