وجهت قوات النظام السوري مؤخراً نداء مباشرا إلى أبناء “الغوطة الشرقية” المتواجدين في مدينة “الضمير” بريف دمشق، طالبتهم فيه بتحضير أنفسهم للمغادرة والعودة مجدداً إلى المنطقة التي سيطرت عليها قواته قبل ما يزيد عن 3 أشهر.
في السياق ذاته قال الناشط الإعلامي “أحمد جمعة”، إن مآذن المساجد في مدينة “الضمير” وجهت نداءً لأبناء “الغوطة الشرقية”، بضرورة حزم أمتعتهم، وذلك تنفيذاً لأوامر النظام الذي يحاول إرغام النازحين على العودة قسراً إلى مدنهم وبلداتهم المدمرة.
وأضاف لـ”زمان الوصل” بأن عدد سكان مدينة “الضمير” يبلغ نحو 60 ألف شخص، إضافةً إلى أنها تحتضن ما يزيد عن 50 ألف نازح، هم بغالبيتهم من مدن وبلدات “الغوطة الشرقية”، وفدوا إليها تباعاً على مدار السنوات الماضية، هرباً من القصف والدّمار الذي تعرضت له المنطقة.
ووفقاً لما أشار إليه “جمعة” فقد لجأ معظم النازحين الوافدين إلى مدينة “الضمير” إلى المبيت داخل بعض المدارس والأبنية العقارية غير المجهزة للسكن أو غير المكتملة البناء، إذ سرعان ما تحولت هذه الأماكن إلى مراكز إيواء شبه دائمة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين التي وفدت إلى المدينة.
واستطرد بالقول: “تحولت مدينة الضمير طيلة السنوات الفائتة من عمر “الثورة السورية” إلى مركز استقطاب للعديد من الأسر النازحة من مناطق مختلفة من ريف دمشق، لكونها تخضع لسيطرة “المقاومة السورية”، ولقربها من مسقط رأس تلك العائلات التي كانت تأمل أن تعود في يومٍ من الأيام إلى منازلها حال تحسن الأوضاع.
*مكاسب النظام
بدوره قال “سعيد رمضان” أحد أبناء منطقة “المرج” المتواجدين حالياً في مدينة “الضمير”، في تصريح خاص لـ”زمان الوصل” إن النظام يحاول بشتى الوسائل إجبار أهالي “الغوطة الشرقية” وغيرها من المناطق على العودة، بهدف استغلال من تبقى من شبابها وكل من هو قادر على حمل السلاح من أجل إقحامهم في صفوف قواته.
وأضاف: “لم يعد بإمكان أبناء الغوطة الشرقية العودة إليها في الوقت الراهن، ولا سيما أن غالبيتهم خسروا منازلهم وممتلكاتهم؛ الأمر الذي يتطلب أموالاً كبيرة لإعادة بناء أو ترميم تلك العقارات، وهو ما يفوق قدرتهم وأوضاعهم الاقتصادية المتردية بفعل الحرب، كذلك فهم بحاجة لبعض الوقت حتى يتبين لهم ما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية والخدمية في المنطقة.
بينّ “رمضان” أن النظام يتحكم بعودة أبناء “الغوطة الشرقية” الموجودين في مراكز الإيواء المؤقتة في كلٍّ من “الدوير” و”حرجلة”، وهو ما أسفر عن عودة آلاف الشباب الذين كانوا محتجزين فيها إلى الخدمة في صفوف قوات النظام.
واستدرك “يشترط النظام على العائلات الراغبة بالعودة طوعاً إلى الغوطة الشرقية، بيانات كاملة عن جميع أفراد العائلة، بمن فيهم الشباب الذين يتوجب عليهم تسليم أنفسهم وخصوصاً إن كانوا متخلفين عن أداء الخدمتين الإلزامية أو الاحتياط.
*مخاوف الأهالي
على الرغم من مرارة النزوح والمعاناة المستمرة للكثيرين من أبناء “الغوطة الشرقية” في دفع الإيجارات الشهرية المرتفعة، إلا أن خيار العودة إلى المنطقة، لا يُشكل بالنسبة للكثيرين منهم أولوية قصوى في المرحلة الراهنة.
وأشار “أبو سمير” أحد أبناء مدينة “دوما”، في حديث خاص مع “زمان الوصل” إلى خشيته من التعرض لأي تضييقات أمنية قد تحدث له في حال عودته، وعلل ذلك بالقول: “إن المنطقة ما تزال تسجل فيها حوادث اعتقال، واستجواب في الأفرع الأمنية والمخابراتية التابعة للنظام، كما أن آثار الركام الناجمة عن عمليات القصف المتواصل التي تعرضت لها المنطقة في الفترة المنصرمة، ما تزال -هي الأخرى- شاهداً حياً على مدى إجرام النظام وحلفائه في طريقة تعاملهم مع سكان المناطق الخارجة عن سيطرة النظام”.
المصدر : زمان الوصل