وفي آخر تطورات القصف الذي استهدف مستشفيات ومدارس بريفي حلب وإدلب أمس، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “نحن نرفض بشكل قاطع مثل هذه التصريحات، وأكثر من ذلك فإنهم يصدرون تلك التصريحات في كل مرة دون أن يتمكنوا من إثبات الاتهامات”.
في المقابل، قال مدير المشروعات الطبية في منظمة “أطباء بلا حدود” سامح كيرلس للجزيرة إنه لا توجد تقارير مؤكدة تثبت حقيقة الجهة المسؤولة عن القصف، لكن المعلومات الأولية لدى المنظمة تشير إلى أن “التحالف السوري” هو المسؤول عن القصف، سواء كان طائرات روسية أو سورية بحسب قوله.
وأضاف أنه منذ الشهر الماضي تم استهداف 17 مستشفى بشمال وجنوب سوريا، بينها 6 مستشفيات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، وهي تتوزع على بلدات إعزاز (محافظة حلب) ومعرة النعمان (محافظة إدلب) ودرعا.
من جهة أخرى، نقل المتحدث الأممي فرحان حق عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه البالغ من “تقارير عن هجمات صاروخية على خمس منشآت طبية على الأقل ومدرستين في حلب وإدلب، قُتل فيها نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال”.
واعتبر المتحدث أن هذه الهجمات “انتهاك صارخ للقوانين الدولية.. وتخيم بظلالها على التعهدات التي اتخذت خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونيخ”.
وبدورها، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن “صدمتها” من الهجمات، كما طالبت منظمة العفو الدولية القوات الروسية والسورية بوقف الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمرافق الصحية في سوريا، وقالت إن الجانبين الروسي والسوري يعرفان جيدا أن الهجمات المتعمدة على المرافق الطبية هي جرائم حرب.
كما أدانت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الغارات الجوية على حلب وإدلب قائلةً إن نظام الأسد وداعميه لا يبالون بدعوات المجموعة الدولية لدعم سوريا والتي تؤكد على وقف الهجمات ضد المدنيين.
وأوضحت أن هذا التطور يضع شكوكاً حول قدرة روسيا على المساعدة في وقف “الوحشية المستمرة” التي ينتهجها نظام بشار الأسد ضد شعبه. كما جددت واشنطن دعوتها جميع الأطراف المتصارعة إلى وقف الهجمات ضد المدنيين.
وفي بروكسل، قالت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال مؤتمر صحفي اليوم إنه “لا يمكن قبول استهداف المستشفيات التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في سوريا”.
وأضافت موغيريني أنه من الضروري ضمان حماية المدنيين والمنشآت الصحية وعمل مؤسسات المجتمع المدني وأنشطة المساعدات الإنسانية.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يرفض استخدام وسائل عسكرية لحل الأزمة في سوريا، وأنه قرر فتح مكتب للإغاثة الإنسانية في دمشق ضمن إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع النظام السوري، وسيبدأ عمله خلال الأسابيع القليلة المقلبة.
ومن جهة ثانية، وصفت وزارة الخارجية التركية في بيان الهجمات الروسية بأنها “جريمة حرب”، وحذرت مما وصفتها بعواقب وخيمة إذا لم تتوقف روسيا عن هذه الهجمات “التي تبعد سوريا عن السلام والاستقرار”.