عقد مؤتمر صحفي للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في العاصمة الصينية “بكين”، لمناقشة الأوضاع السياسية في سوريا، بما يخص الجماعات الكردية وكيفية التعامل معها من أجل الحفاظ على عدم وقوع اشتباكات معها في مناطق حفظ التوتر الأربعة.
وفي بداية المؤتمر الصحفي المنعقد في العاصمة الصينة “بكين”، قال الرئيس الروسي” فلاديمير بوتين: “إننا لم نرسل الأسلحة إلى تنظيم “ي ب ك” الذراع العسكري لـحزب “العمال الكردستاني/ ب ي د”، الذي يحارب التنظيمات المتطرفة، كتنظيم الدولة والقاعدة والجماعات الأخرى المتطرفة التي تحارب في المناطق السورية، وخاصة في شمال شرقي سوريا.
وأضاف بوتين في المؤتمر الصحفي عقب منتدى “الحزام والطريق”، كما نقلت المصادر التركية لوكالة الأناضول، “نحن لا نرسل أسلحة للجماعات الكردية التي تحارب في سوريا، لأنهم ليسوا بحاجة إلى الأسلحة على وجه الخصوص، لديهم مصادر أخرى تقوم بدعهم وتأمن السلاح القوي والفعال في شن المعارك ضد الجماعات الإرهابية، وتصديهم لها في المعارك التي تدور على الأراضي السورية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الجماعات الكردية عناصر مهمة في تواجدها على الأراضي السورية، موضحا، “نعتقد أننا لدينا الحق في التواصل معهم على مستوى العمل، من أجل منع وقوع أي اشتباكات على الأقل، ولا نعتقد أن هذا الوضع في دعم موقفهم في القتال داخل سوريا يثير للتوتر والقلق لتركيا.
وأضاف الرئيس الروسي، أهمية تشكيل مناطق خالية من الاشتباكات بين أي طرف داخل سوريا، في إطار ما تم التوصل إليه في مؤتمر “الأستانة “الذي أقيم في العاصمة الكازاخستانية “أستانا”، من أجل حماية هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، ونؤكد في الوقت الراهن هو “حماية هدنة وقف إطلاق النار، وتهيئة ظروف المصالحة السياسية على هذا الأساس”، وإذا ما تطور الوضع على الأرض وفقا للسيناريو، فبإمكاننا القول إننا وصلنا إلى أهدافنا”، مشيرا إلى أنه دون تحقيق وقف إطلاق نار في سوريا، لا يمكن الحديث عن أي حل سياسي في البلاد.
وفي سياق آخر، أوضح المسؤول الروسي أن بلاده ستناقش جميع التفاصيل المتعلقة بالمناطق الخالية من الاشتباكات وحفظ التوتر في الداخل السوري، في اجتماع على المستوى العسكري في أنقرة، ومع الجانب السوري أيضا.
الجديد بالذكر أن كلا من “روسيا وتركيا” قد رعت اتفاقا شاملا لوقف إطلاق النار، فضلا عن رعاية مشتركة لمباحثات أستانا بين المعارضة ونظام الأسد، لتشكل انعطافة في مؤشرات التقارب بينهما، والأوضح في مشهد التقارب بين الجانبين كان استبعاد روسيا لحزب الإتحاد الديمقراطي، وهو ممثل الوحدات الكردية بمباحثات أستانة، وبدا حينها أن وعودا تلقتها أنقرة بوقف موسكو لدعمها الميليشيات الكردية في سوريا، وبمعزل عن استفادة الأكراد من الخلافات التي تطرأ على العلاقات بين أنقرة وموسكو، فإن الورقة الكردية عادت كواحدة من أعقد المحطات التي يمكن أن تفجر أزمة جديدة بين الجانبين.
المركز الصحفي السوري _ محمد السلطان