دمشق- وسعت القوات الحكومية السورية بدعم جوي من روسيا نطاقَ عمليتها العسكرية في جنوب غرب البلاد لتشمل الأحد للمرة الأولى محافظة القنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، وسط أنباء عن سيطرتها على إحدى البلدات.
وكان الهجوم منتظرا. ورجح متابعون أنه جرى الاتفاق بشأن توقيته خلال الاجتماع الذي تم الأسبوع الماضي في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقبيل مغادرته موسكو جدد نتنياهو الجمعة التأكيد على خطوط إسرائيل الحمراء وهي عدم اقتراب إيران أو ميليشياتها من مسرح العمليات فضلا عن الالتزام باتفاق عدم الاشتباك في المنطقة العازلة.
ويأتي هجوم القنيطرة بعد أن نجحت القوات الحكومية في استعادة معظم أنحاء محافظة درعا الحدودية مع الأردن حيث لم يبق سوى جيب صغير يسيطر عليه جيش خالد ابن الوليد المبايع لتنظيم الدولة الإسلامية في حوض اليرموك، وأيضا المنطقة المحيطة بقاعدة التنف التي تتمركز بها قوات أميركية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن “قوات النظام والمسلحين الموالين لها بدأوا بتنفيذ هجوم عنيف على منطقة ريف القنيطرة، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع الفصائل في المنطقة منذ فجر الأحد”.
الهجوم على القنيطرة يتزامن مع بدء مقاتلي الفصائل الرافضين للتسوية الروسية في درعا الرحيل إلى محافظة إدلب
وتقع أعمال القتال على مسافة أربعة كيلومترات من الخط الذي يوضح بداية منطقة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك وهي منطقة تراقبها قوة الأمم المتحدة منذ عام 1974 في أعقاب حرب 1973 بين العرب وإسرائيل.
ولفت مدير المرصد إلى أن المنطقة “استُهدفت بأكثر من 800 قذيفة مدفعية وصاروخية، وعلم المرصد أن الجيش السوري تمكن من التقدم والسيطرة على بلدة مسحرة، الواقعة في القطاع الأوسط من ريف القنيطرة”.
ويتزامن الهجوم على القنيطرة التي تسيطر المعارضة على أكثر من 70 بالمئة منها، مع بدء مقاتلي الفصائل الرافضين للتسوية الروسية في درعا الرحيل إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وذكر شهود عيان أن المئات من المقاتلين وأفراد عائلاتهم استقلوا الأحد 15 حافلة وغادروا نقطة التجمع. بالمقابل أكد أبوبيان، وهو قائد عسكري في المعارضة، أن أغلب المقاتلين في درعا قرروا البقاء بدلا من مواجهة مصير غامض في الشمال الذي تسيطر عليه فصائل إسلامية متشددة على أمل أن تفي روسيا بوعودها الخاصة بحمايتهم من أي عمليات انتقامية من السلطات السورية. ويرى مراقبون أن حسم ملف الجنوب يأذن بقرب انطلاقة التسوية السياسية التي سيكون على ما يبدو الرئيس بشار الأسد وحليفته روسيا صاحبي الكلمة الفصل فيها.
وقال الأسد الأحد إن الإنجازات العسكرية و”دحر الإرهاب” من الأراضي السورية يمهدان للتوصل إلى نتائج سياسية، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
واستدرك الأسد بالقول خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الإيراني جابر الأنصاري “أن ما يحول دون ذلك هو السياسات والشروط المسبقة التي تضعها الدول الداعمة للإرهاب”، ويعتبر الأسد جميع معارضيه إرهابيين.
المصدر : القدس العربي