صحيفة العرب
قالت مصادر مقربة من المعارضة السورية إن روسيا بدأت تجمع كل أوراق الأزمة السورية في يدها مستفيدة من الحرب على داعش، وإن الدبلوماسية الروسية تدفع إلى خلق معارضة سورية على المقاس ما قد يدفع ثمنه الائتلاف السوري المعارض الذي لقي في انطلاقته اعترافا دوليا واسعا قبل أن تدير الولايات المتحدة الظهر له وللملف السوري برمته.
وكشفت المصادر ذاتها أن فصائل المعارضة الممثلة في الائتلاف تشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انفراد روسيا بالملف إلى اعتماد معارضة الداخل للتفاوض حول الحل، مع أن أغلب عناصرها هم صنيعة النظام ومتعاونون معه.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده لاستضافة المفاوضات، وبالتوازي مواصلة تقديم المساعدات اللازمة لنظام الأسد في سياق مكافحة تنظيم الدولة .
وأشار مراقبون إلى أن موسكو تعرض وساطتها بين الطرفين دون أن تخفي انحيازها للنظام، وهي تعتبر أن الدعم العسكري الذي تقدمه لبشار أمر غير قابل لأي نقاش وأن على المعارضة أن تقبل به كأمر واقع.
جود معاذ الخطيب في هذه المفاوضات سيخلق نوعا من الالتباس لدى المعارضة خاصة أنه كان رئيسا للائتلاف المعارض وسبق أن عرض مبادرة للتفاوض مع الأسد دون شروط، مشددا على أن الخطيب بات مطية للروس وإيران.
وسبق أن هاجمت المعارضة المبادرة الروسية باعتبارها محاولة لتعويم القضية السورية وإكساب النظام المزيد من الوقت لتحقيق انتصارات عسكرية.
من جهة ثانية، كشف مسؤولون في الادارة الاميركية ان واشنطن دخلت في مفاوضات مباشرة مع عدد من الدول العربية، وعلى رأسها الأردن، لإقناعها بإرسال قوات عسكرية الى سوريا والعراق .
وعملت الولايات المتحدة على توسيع تواجدها العسكري في العراق خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من ذلك، مازالت الإدارة الأميركية مصرة على عدم إرسال قواتها إلى الخطوط الامامية للمواجهة مع داعش.
ويبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يفضل ان تقوم قوات عربية بالمهمة. ويأتي الجيش الاردني في مقدمة اهتماماته. لكن بيع الفكرة الى سوريا، سيحتاج وقتا.
ويقول مراقبون ان ارسال قوات اردنية الى الأراضي السورية او العراقية دون التوافق أولا مع حكومات بغداد ودمشق سيخلق مشاكل لا قبل للأميركيين بها، وسيتجه بالحرب إلى مسار أكثر تعقيدا مما هو عليه الآن.
وتحاول الولايات المتحدة التسويق لاستراتيجية مغايرة في الوقت الحالي. وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن هناك خططا لتسليح عشائر سنية عراقية، وتدريب فصائل معتدلة في المعارضة السورية، لكن أي من تلك الخطط لم تدخل حيز التنفيذ بعد.