رصاصات عناصر رجال الكرامة التي كسرت نوافذ مبنى محافظة السويداء تمكنت من تحرير المختطفين لدى التنظيم بعد اعتصام الأهالي ومطالباتهم العديدة لإجبار النظام على الخروج عن خطته وتحرير الأسرى.
يتبادرإلى الأذهان أن المتفاوضين هم خصوم وأعداء وتجري صفقات تبادل بينهما للأسرى, إلا أنّ مفاوضات نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة كانت من نوع آخر في سوريا فهي في بدايتها قتل للمدنيين وفي نهايتها الأمر ذاته.
شرع النظام منذ بداية الثورة السورية باعتقال مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء الذين ذاقوا الموت تحت التعذيب ورحمة الجلادين في معتقلاته وسجونه وأقبية مخابراته التي تتقن فن التعذيب.
إن هدف النظام من الاعتقالات كان واضحا جدا فملف المعتقلين لازال من أولى الملفات أهمية فلم يستطع من يدعون أنهم أصدقاء الثورة السورية إخراج المعتقلين ولاحتى إيجاد برنامج وجدول زمني لإخراجهم ولم تستطع قوى الثورة السياسية والعسكرية تحقيق أي إنجاز بإخراج المعتقلين ماعدا بعض المبادلات مع قوات النظام لأعداد محددة.
النظام استعمل ورقة المعتقلين وكانت ورقة مهمة جدا له لازال يحتفظ بها, ففي أي حوار حول أي ملف في اجتماع ما يعمد النظام إلى اعتقال المارة عبر حواجز قواته ومخابراته كي يقايض بهم أو ليثبت للمفاوضين والوسطاء أنه أخرج معتقلين ورغم دراية الجميع بتلك العملية إلا أن قادة الثورة وزعماءها لم يجدوا آلية تخلصهم من هذا الملف رغم إنسانيته البحتة.
تنظيم الدولة هو الآخر شن هجوماً واسعاً على قرى ريف السويداء الشرقي ليس من أجل قتل المدنيين بل لأجل أخذ أسرى يفاوض بهم أهالي السويداء فعمد إلى قتل أحد الأسرى كي يضغط على أهالي السويداء ليحققوا مطالبه لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة مع النظام فولدهم مهند أبو عمار استشهد ذبحا على أيدي عناصر التنظيم ولم ينتبه النظام لذلك فبدأ التنظيم بالضغط أكثر ليقتل إحدى الأسيرات ويؤكد أنه سيقتل الجميع بعد ثلاثة أيام في حال لم تنفذ مطالبه, ليقوم أهالي السويداء بالاعتصام أمام مبنى محافظة السويداء التابعة للنظام لمعرفتهم أن النظام يستطيع إخراج المعتقلين بتنفيذ شروط ومطالب التنظيم لكنه لم يفعل ليزداد غضب رجال الكرامة ويبدأون بإطلاق النار على نوافذ مبنى المحافظة لتظهر النتائج ببضع طلقات وتبدأ التعهدات والتطمينات التي لم تكن موجودة قبل تكسير زجاج النوافذ, فالنظام لايفهم سوى تلك اللغة والتي استعملها بقتل وجرح وتهجير 12 مليون إنسان في سوريا.
مظاهرات الشمال السوري والتي تظاهر فيها ملايين الناس وطالبوا النظام مئات المرات بإخراج المعتقلين لديه, لكنه لم يفعل إلى الآن, فالسر يكمن بأن النظام سعى لإهلاك الطائفة الدرزية من خلال شبح تنظيم الدولة وإغراقها في ظلمات علم التنظيم كي تطلب الطائفة العون من النظام وتجبره على تحرير المختطفين ويحكم الدروز مرة أخرى.
فالطبيب يستطيع أن يضع المرض في الجسم ويعود لمعالجته ويستأصله كي يعلن المريض ولاءه الأبدي فالنظام يجيد بل ويتقن اللعب بأرواح المدنيين.
المركز الصحفي السوري