انه خامس حلول للشهر الفضيل يمر على سورية الحبيبة وهي تعيش حالة مخاضها، والنظام القمعي لا يكترث لهذا الشهر الفضيل والمبارك، لا بل يزداد قمعا وارهابا، حيث يمنع المؤمنين من ممارسة شعائرهم الدينية، التي هي من أهم حقوق الانسان، وذلك بقصفه المساجد، لا بل اكثر من ذلك هدمها على رؤوس المصلين.
بهذه المناسبة الكريمة، نحن في منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام، نتقدم من كل مسلمي العالم عامة ومسلمي سورية خاصة بتمنياتنا بصيام مبارك وبدعوات مقبولة لخلاص سورية من كابوس هذا النظام.
ويقترب هذا الشهر الفضيل وبشائر الانتصارات تطل وتبشر بقرب انتصار الشعب السوري في ثورة وكرامته، ولابد لنا من التأكيد على بعض النقاط التي تساعد على رسم مخطط يساعد في تلاحم كل مكونات الشعب السوري الذي دفع الثمن غاليا من أجل حريته وكرامته، فقرب تحرير المدن يقتضي احترام هذه النقاط:
• التأكيد على الطابع الوطني للثورة واستبعاد كافة المشاريع الطائفية والدينية والإيديولوجية، فحرية المعتقد تصونها تعاليم الديانات السماوية، ومن هنا فإن من الواجب احترام هذه المعتقدات .
• الالتزام بأهداف الثورة حتى إسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته الاستبدادية وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة (دولة المواطنة المتساوية الحقوق والواجبات).
• حرية التفكير والتعبير والإبداع مكفولة لكل المواطنين في الدستور الذي يقرره الشعب في استفتاء عام، واستناداً إلى القوانين الناظمة لحياة المجتمع والتي تصدرها المؤسسة التشريعية المنتخبة، والهيئات المختصة.
• الإيمان بالنظام التعددي الذي يصون الحريات العامة والفردية، ويضمن مساهمة جميع فئات ومكونات الشعب في تقرير شكل الحكم الذي يختارونه عبر انتخابات عامة. وتكريس التداول السلمي للسلطة منهجا، ورفض ادعاء احتكار الحقيقة من أي جهة أو طرف .
• سورية وطن واحد : مجتمعاً وكياناً جغرافية وسياسياً لكل مواطنيها ومن هنا يجب ان نعمل سوية لمحاربة كل النزعات والدعوات والمحاولات التقسيمية أياً يكون شكلها، ومضمونها .
• أبناء الوطن كلهم متساوون في الحقوق والواجبات؛ فلا يحق لجماعة أو طائفة أو حزب الاستفراد بالقرار الوطني تحت أية ذريعة كانت.
• حماية المواطنين على مختلف انتماءاتهم وتوزعاتهم الفكرية والسياسية والقومية والدينية والمذهبية أمانة في أعناق الثوار، بكل ما يقتضي ذلك من حماية لأرواحهم وأملاكهم ومقدساتهم ؛ وهذه ثقافة السوريين عبر تاريخهم.
• لا للتكفير ولا للتخوين: فلا يُكفّر سوري على أساس معتقده، ولا يُخَوَّن سياسي لرأيه ما دام ملتزماً بالثورة وأهدافها، وبالقوانين العامة المرعية .
• الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي والإنساني والتاريخي واجب على الثوار وأصحاب القرار السياسي وكل من يقود الوطن، ومن هنا فأن هذا التراث هو امانة في اعناق الثوار، فهم جزء من هذا التراث وعليهم حمايته .
• الدم السوري على السوري حرام؛ فلا يجوز التقاتل بين أي فصيل عسكري، أو سياسي؛ ولا يُهدر دم مدني؛ فتلك جريمة وطنية وإضعاف للشعور الثوري والانساني؛ والقضاء العادل يحل أي نزاع.
ومن هنا فأن الدخول في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، الذي هو شهر الصلاة والتعبد والصوم، وهذا يقتضي حماية كل معتقدات المواطن السوري، ولقد كان نيافة المطران المخطوف يوحنا ابراهيم، يدعو، في مثل هذا الشهر، الى صوم المسيحيين يوم واحد كشعور انساني ولقاء مع اخوتهم المسلمين، وتعبيرا عن تكاتف وتعاضد كل مكونات الشعب السوري.
من واجبنا كسوريين، ان نحمي بعضنا البعض، ونحترم شعائرنا الدينية ومقدساتنا، فهو واجب مقدس مفروض على الجميع، فلا اقلية واكثرية بعد اليوم بل مواطن سوري يعرف حقوقه وواجباته الوطنية، من هنا وجوب وعي والتأكيد على حرية المواطن.
ولابد في نهاية هذه الرسالة أن نكرر تمناياتنا لاخوتنا المواطنيين المسلمين بهذا الشهر، وان يجعله الله شهر محبة وأخوة يشمل كل مكونات الشعب السوري.
عاشت سورية حرة ابية
منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام