علقت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية على قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بإرسال مجموعة صغيرة من القوات الخاصة إلى شمالي سوريا، للتنسيق مع مسلحي المعارضة في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت الصحيفة إن قرار إرسال قوة قد تضم ما يصل إلى 50 فردا ليس قرارا قويا، ولكنه مجرد شيء للقيام بجهد على الأرض.
وأضافت الصحيفة أنه ما من قوة عسكرية، حتى من الولايات المتحدة، ستكون قادرة على تغيير مسار الحرب الأهلية في أراضي بعيدة من خلال 50 جنديا على الأرض، ولكن إرسال هذا العدد الصغير يهدف إلى توجيه رسائل.
وأشارت إلى أن قرار أوباما بإرسال هذه العناصر الأميركية من القوات الخاصة للعمل مع جماعات المعارضة الكردية والعربية في سوريا يعتبر في الأساس بيانا سياسيا. فمن ناحية يبعث القرار الأميركي برسالة إلى روسيا- التي عززت مكانتها في الجهود الدولية لحل الصراع السوري بعد أسابيع فقط من الضربات الجوية الداعمة لنظام الأسد- مفادها أن الولايات المتحدة صارت لها مصالح مباشرة في الصراع، وباتت أكثر تصميما للتأثير على الخطوات المقبلة في سوريا.
وتنقل «ساينس مونيتور» عن يزيد الصايغ، المشارك البارز في مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت قوله: إن أوباما يبعث رسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتن من خلال إرسال قوات رمزية إلى سوريا تقول: «لن نكتفي بالجلوس ومشاهدة روسيا تحدد معالم الصراع في شكل من أشكال الحسم العسكري في سوريا».
وقالت الصحيفة إنه بعيدا عن الجانب الروسي، تهدف الخطوة الأميركية إلى توجيه رسالة للاعبين الفاعلين في الصراع السوري، لاسيَّما الدول الإقليمية وقوات المعارضة التي تزداد شكوكها حول الدعم الأميركي، بأن الولايات المتحدة لا تدير ظهرها. ويقول الصايغ للصحيفة: «هذه الخطوة كافية لإرسال إشارات للمعارضة أكثر من أي شيء آخر».
ويشير الصايغ إلى أهمية هذه الخطوة التي تأتي بعد إعلان الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها ستوقف برنامجا بقيمة نصف مليار دولار، كان يهدف لتدريب وتسليح المتمردين السوريين المعتدلين، وهو ما يعطي طمأنينة للمعارضة السورية بأن الولايات المتحدة مستمرة في التأثير على اللعبة وإن كان بشكل متواضع.
وأضاف الصايغ: «هذه الرسالة تقول نحن (الولايات المتحدة) منخرطون، وهاهو ذا الدليل المادي، ولكننا سنبقى حذرين حيال هذا».
وتقول «ساينس مونيتور» إن إرسال قوات خاصة أميركية إلى سوريا سوف يعمل على تدعيم قوات المعارضة التي كانت الأنجح في دفع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية رغم أن بعض المحللين العسكريين يرون أن 50 فقط من العناصر الأميركية لن تكون كافية.
وأضافت أن إعلان أوباما ينظر إليه إلى حد كبير كإشارة سياسية يعزز من قوتها التوقيت الذي صدرت فيه، حيث خرج الإعلان الأميركي في نفس اليوم الذي كان وزير الخارجية جون كيري مجتمعا في فيينا مع القوى الإقليمية والدولية، كجزء من محاولة لإيجاد وسيلة للخروج من الصراع المدمر في سوريا.
وكان اجتماع فيينا هو الأول من نوعه الذي يجمع اللاعبين الخارجيين الرئيسيين في الصراع السوري على طاولة واحدة، رغم أن المقربين من المحادثات لا يتوقعون التوصل إلى طريق للانتقال السياسي قريبا.
وتشير الصحيفة إلى أن التوقعات في أحسن الحالات تتحدث عن فرص التوصل لهدنة عسكرية خلال الأشهر المقبلة، التي ستكون لها ميزة في الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، والتي تسببت في موجة كبيرة من النزوح الجماعي من سوريا.
ويقول الصايغ: «لا أرى حلا سياسيا يمكن أن يخرج من المفاوضات الحالية، ولكن ربما هدنة عسكرية. إذا تم التوصل إلى مثل هذه الهدنة فإن هذا سيكون بمثابة انتصار لكل من الولايات المتحدة وروسيا، لأنه سيمنح النظام السوري فرصة البقاء، وهو ما تسعى إليه روسيا، بينما يضع حدا لإراقة الدماء، وهو أمر سترى الولايات المتحدة أنه انتصار.
العرب القطرية