كشف تحقيق لمنظمة “Global Witness” عن آلية عمل شبكة غسيل أموال تابعة لرجل أعمال سوري في روسيا، استخدمت لتقديم مساعدات مادية حيوية للنظام السوري، بما فيها توفير شركات تعمل كواجهة للغطاء على برنامج النظام السوري للأسلحة الكيماوية والباليستية.
وقالت المنظمة في تحقيق منشور على موقعها الرسمي اليوم، الاثنين 13 من تموز، إن محمد مخلوف، خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، سافر إلى موسكو في منتصف عام 2012 للحصول على تمويل للدولة وملاذ آمن لأموال عائلة الأسد في حال “انهيار النظام”.
وأضافت أن مخلوف التقى في موسكو بـ”الوسيط والممول القديم للنظام في موسكو، مدلل خوري، موضحة أن الأخير كان قد “بنى شبكة معقدة من البنوك والشركات والكيانات الخارجية التي يبدو أنه قد استخدمها لنقل الأموال لنظام الأسد وجماعات الجريمة المنظمة”.
وتوصل التحقيق إلى أن “شبكة خوري”، قدمت شركات واجهة، واحدة في قبرص واثنتان في جزر فرجن البريطانية، ربما تستخدم من قبل “مركز الدراسات والبحوث العلمية” في سوريا، المسؤول عن برامج الأسلحة الكيميائية والصواريخ الباليسيتية، إضافة إلى محاولة شراء مركب كيميائي يمكن استخدامه في صنع المتفجرات.
وأشار التحقيق إلى محاولة “شبكة خوري”، سهّلت شراء الوقود للنظام السوري، ومكّنت مصرف سوريا المركزي من تجنّب العقوبات المالية الدولية والحصول على العملات الأجنبية، كما قدّم حلفاء مقربون من “شبكة خوري”، خدمات مالية لكيانات وأفراد من كوريا الشمالية سبق أن حظرتها الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة.
ورجّح أن الشبكة عملت بموافقة ضمنية من أجهزة المخابرات الروسية، لا سيما أن أحد شركاء خوري التجاريين، عضوًا في جهاز الاستخبارات الخارجية.
وذكر التحقيق أسماء أفراد “شبكة خوري”، ومقر شركاته في موسكو، مع التنبيه إلى أن المنظمة لم تتأكد فيما إذا كان جميعهم على علم بتعاملات خوري التي ناقشها التقرير، وهم:
- مدلل خوري، ورد اسمه ضمن قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي، عام 2015.
- عماد خوري، شقيق مدلل، وقريبهما عطية خوري، وخضع الاثنان لعقوبات في عام 2016.
- ساندرا خوري، ابنة مدلل، وتعمل في “سيندي”، خدمة المحفظة الرقمية.
- عيسى الزيدي، موظف في “برغريس بلازا”، فُرضت عليه عقوبات في عام 2014 لعمله كمدير لشركتين قبرصيتين، وكيلتي شراء غير مشروع لمركز الدراسات والبحوث
- العلمية السورية ومصرف سوريا المركزي، بحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي.
- موظفون في “بروغريس بلازا”، وهم، إلیزافیتا أندریفنا سوسیدوفا، سیرجي ماكاروف، كیریل میخائیل.
وأورد التحقيق أن “شراء العقارات في موسكو، كان ملاذًا آمنًا للأسد”، إذ تم شراء بعض العقارات بأسماء من عائلة مخلوف، والبعض الآخر من خلال شركات مسجلة، وتبيّن من سجل الشركات الروسية أن الشخص الموثوق والوارد اسمه في أربع من الوثائق الخمس لشركات ممتلكات مخلوف هو “إ. أ. سوزدوفا”.
وأوضحت أن الشخص الموثوق به في روسيا، هو شخص يمكن لمديري الشركات ترشيحه للتواصل مع السلطات الضريبية، أو لتقديم وثائق لسجل الشركات في روسيا نيابة عنهم.
وتعتبر “Global Witness” منظمة دولية غير حكومية تأسست عام 1993، وتعمل على كسر الروابط بين استغلال الموارد الطبيعية والصراع والفقر والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ولها مكاتب في لندن وواشنطن.
نقلا عن عنب بلدي