أعادت لهم الأمل في ممارسة حياتهم بصورة طبيعية
680 ألف ريال تبرع بها محسنون ومحسنات من قطر للجرحى والمصابين في الأحداث
في مبادرة جديدة أعادت الأمل للجرحى والمصابين من أهلنا في سوريا، نفذت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية “راف” مشروعا طبيا تضمن تركيب أطرافا صناعية لـ 152 حالة بتر متنوعة لمصابين من أربع محافظات سوريا هي: درعا والقنيطرة وريف دمشق وحمص وذلك بتكلفة بلغت 680 ألف ريال تبرع بها محسنون ومحسنات من قطر.
وأثمر المشروع الذي تم تنفيذه بالتعاون مع رابطة أهل حوران شريك “راف” في الداخل السوري، عن تركيب 53 طرفا فوق الركبة و90 طرفا تحت الركبة و9 أمشاط قدم تم تركيبها وفق أسس ومعايير طبية وعلميّة سليمة.
وتوزع المستفيدون من المشروع على محافظات درعا والقنيطرة ودمشق وريف دمشق كالتالي: 7 مستفيدين من محافظة القنيطرة، مستفيد واحد من محافظة ريف دمشق، 4 مستفيدين من المهجرين من حمص وريف دمشق، 140 مستفيدا من حوران بمختلف القطاعات.
عودة الأمل
ويعتبر هذا المشروع إنسانيا من الطراز الأول، فهو لا يتضمن حالات إنسانية فقط، بل هو كله حالات إنسانية، وكل مصاب يستحق الكتابة عن حالته وشعوره وأمله قبل وبعد تركيب الأطراف الصناعية، وكان هناك حالات لافتة للنظر منها حالة الطفل أحمد، وهو أحد الأطفال اليتامى، فقد أفراد عائلته في القصف، ولم تتبق إلا أمه، التي قضت ثلاث سنوات ونصف السنة في معتقلات النظام، كانت كفيلة بأن يصبح اللقاء بها ورؤيتها حرة طليقة حلمه الرئيسي في هذه الدنيا.
لكن معاناته الكبيرة بعد فقدان أحد أطرافه خلقت لديه حلماً جديدا، أن يمشي على قدميه ويلعب مع أقرانه من الأطفال وأن يمارس حياته الطبيعية، وأن تعود إليه أمه لتراه في هذه الحال.
وشاء الله أن يتحقق الحلمان معاً، حيث تزامن إطلاق سراح والدته مع تركيب طرف صناعي له من خلال مشروع تركيب أطراف الصناعية.
أما الشاب عامر وهو من ريف دمشق، كان يعمل خياطا في أحد الأسواق التي أصابتها البراميل المتفجرة، ففقد قدمه على أثرها، وبات لا يملك قوت يومه، وأصيب بالإحباط والإحساس بالعجز وخيبة الأمل ومرض بدنه.
ومرت الأيام وأبصر بصيصا من الأمل في تركيب ساق صناعية له ساعدته على تجاوز المحنة، وبات قادرا على ممارسة مهنته مرة أخرى، واكتساب رزقه.
وهناك العديد والعديد من الحالات التي كان مثل هذا المشروع النوعي بارقة الأمل التي صنعت لهم حياة جديدة، وزرعت في نفوسهم البشرى بغد أفضل.
وسعت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية “راف” منذ اندلاع الأزمة السورية، إلى التخفيف من معاناة المنكوبين والمتضررين من أبناء الشعب السوري ومعالجة آلامهم وجراحهم، وذلك من خلال تنفيذ مئات المشاريع في المجالات المختلفة خاصة المشاريع الطبية.
وبلغت المساهمات في دعم الخدمات الصحية في العديد من الأنشطة المقدمة للاجئين والنازحين عام 2015 حوالي 17 مليونا و300 ألف ريالا، والتي من أهممها العيادة القطرية الصحية بمخيم الزعتري، ومشاريع الرعاية الصحية المتنوعة داخل سوريا، ومنها تصنيع الأطراف الصناعية، والمستهلكات الطبية، والدعم للقطاع الطبي في لبنان وسوريا وتركيا، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.
بوابة الشرق