أربع سنواتٍ على شن طائرات النظام على مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي هجمات كيميائية، مستهدفةً مناطق متفرقة من المدينة من ضمنها المشفى والمنطقة المحيطة به، مخلفةً إصابات وحالات اختناق في صفوف المدنيين.
تعرف… واحدة من ألاف القصص التي تشرح مأساة غالبية السوريين في الجزيرة بعد أن حرموا من أبسط حقوقهم.
بحسب تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الصادر في 8 نيسان/2020، جاء الاستهداف على مدار ثلاثة أيام، أولها في الرابع والعشرين من آذار/مارس 2017، بعد إقلاع طائرة حربية عند السادسة صباحاً من مطار الشعيرات العسكري، لتقصف جنوب اللطامنة بغاز السارين مخلفةً مالا يقل عن 16 إصابة اختناق.
والاستهداف الثاني جاء في اليوم التالي، بعد إقلاع طائرة مروحية من مطار حماة العسكري استهدفت بأسطوانة تحتوي على غاز الكلور مشفى اللطامنة، مخلفة 30 إصابة على الأقل.
ثالث الاستهدافات حصل في 30 آذار/مارس، بعد استهداف طائرة أقلعت من مطار الشعيرات بريف حمص الشرقي للمنطقة الجنوبية لمدينة اللطامنة، بقنبلة تحتوي على غاز السارين، مؤثرةً على ستين مدنياً بحالات اختناق.
لم يحقق التقرير الصادر عن المنظمة أية خطوات متقدمة حول محاسبة نظام الأسد عن ارتكابه تلك الهجمات، إنما اقتصر على تحميل النظام مسؤولية تلك الهجمات، مقدماً أدلة عجز النظام عن تكذيبها.
ورغم استخدام النظام للسلاح الكيميائي مراراً وتكراراً، والتي تجاوزت هجماته الكيميائية 345 هجمة مؤكدة قتل على إثرها 1965 مدني بحسب معهد السياسة العامة العالمية، والإعلان عن عدة تقارير تدين نظام الأسد، إلا أن تلك التقارير ليست حكماً قضائياً، وتقتصر على توصيات باتخاذ التدابير اللازمة أو عرضها على مجلس الأمن والأمم المتحدة.
لم يقتصر النظام عند ذلك الحد، ففي أعنف الهجمات تلك الفترة والتي جائت بعد أربعة أيام من استهداف اللطامنة، قصفت قوات النظام في الرابع من نيسان/أبريل، مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
أسفر استهداف مدينة خان شيخون والذي نفذته طائرة حربية أقلعت من مطار الشعيرات بريف حمص عن مقتل 100 مدني وإصابة نحو 400 آخرون، وتعود تلك الأعداد الضخمة من المصابين والوفيات لوقت الاستهداف المبكر عند الساعة السادسة والنصف صباحاً.
كانت ردات الفعل بعد الهجمة على خان شيخون بحسب موقع “ويكيبيديا” هي إدانات في مجلس الأمن والأمم المتحدة وبعض الدول العربية، بينما دعت منظمة حقوق الإنسان للتحرك خارج نطاق مجلس الأمن في حال فشل باتخاذ قرار ضد بشار الأسد.
ونددت كذلك تركيا وإسرائيل وإيران الهجوم، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ذلك الحين إننا نستنكر وبشدة استخدام السلاح الكيماوي، بغض النظر عن المتسببين والضحايا، بينما قدمت فرنسا وبريطانيا وأمريكا مسودة قرار في مجلس الأمن لإدانة نظام الأسد، لكن روسيا استخدمت الفيتو لنقضه.
على صعيد التحرك الميداني، قصفت المدمرات الأمريكية في السابع من نيسان/أبريل 2017 مطار الشعيرات العسكري مصدر الهجمات الكيميائية ب 59 صاروخاً من طراز توماهوك، بعد أمر من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب