نشرت مجلة “ذا هيل” التابعة للكونغرس، مقالا لبرنت بادوسكي، المساعد للنائب الديمقراطي السابق عن ولاية تكساس ليندون بيتسين، عن ميراث الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما في ما يتعلق بسوريا، مشيرا إلى أن حلب هي إرث يجلب العار له.
ويقول الكاتب: “يجب على الرجال والنساء الشرفاء كلهم شجب اغتيال السفير الروسي في تركيا، ويجب أن يشجبوا القصف الجوي المكثف على المدنيين في حلب تحت قيادة رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى الرجال والنساء الشرفاء في العالم كلهم وعلى الديمقراطيين والجمهوريين، شجب الرفض المخزي للرئيس باراك أوباما لأن يقوم بتحرك يحمي السوريين، الذين كانوا بحاجة ماسة، والذين سينظر المؤرخون إلى جثثهم الملوثة بالدماء على أنها وصمة عار أخلاقية في ميراثه، كما كتبت في مقال في (ذا هيل) في آب/ أغسطس”.
ويشير بادوسكي، في مقاله، الذي ترجمته “عربي21″، إلى سؤال في برنامج “صباح جوي” على قناة “أم أس أن أن سي” للجنرال البحري المتقاعد والقائد السابق لقوات الحلفاء “الناتو” جيمس ستفريدس، حول سياسة أوباما في سوريا، فأجاب أن أوباما سينظر في يوم من الأيام إلى سياسته السورية “بندم عميق وعار”، لافتا إلى أنه ورد في قصة “ممتازة”، نشرتها “ذا هيل”، أن أوباما قال في عام 2011 إن على رئيس النظام السوري الرحيل.
وتلفت المجلة إلى أن ما يقرب من 470 ألف سوري قتلوا خلال الحرب الأهلية السورية، بالإضافة إلى حوالي 11 مليونا أصبحوا بلا مأوى، مشيرة إلى أن أوباما ظل عبر السنين، حيث استمر القتل في سوريا، يقدم تفكيره عن شرور القتل، لكنه رفض مرارا اتخاذ أفعال لوقفه.
ويقول الكاتب: “لو كانت لدى أوباما القدرة على الاعتراف بأنه كان مخطئا، فسيكون ستفريدس محقا بأن الرئيس سينظر بنوع من الخجل والندم العميق لسياسته والأعمال التي رفض القيام بها، والقتل مستمر، وفي تشرين الأول/ أكتوبر، طالب وزير الخارجية جون كيري، المعروف بدعوته إلى سياسة متشددة في سوريا، بالتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا وسوريا؛ بسبب القصف الذي شمل قصف المستشفيات التي كانت تعالج المدنيين الذين كانوا على حافة الموت”.
ويبين بادوسكي أنه “حتى في هذا، رفض أوباما التحرك، ورفض حلفاؤنا الأوروبيون التحرك، ورفضت دول الشرق الأوسط التحرك، وكانت الأمم المتحدة عاجزة عن التحرك، وفي الوقت الذي رفع فيه قادة العالم الحر أصواتهم بشكل عال، إلا أنهم لم يفعلوا شيئا، واستمر القتل”.
ويفيد الكاتب بأن “الرئيس وطاقمه ظلوا يقدمون سياسة غير متماسكة، ويؤكدون أن أوباما لا يريد تصعيد التوتر مع روسيا، أو التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط، في دعوات الرئيس المستمرة العلنية، والتصريحات لمصادر من البيت الأبيض، وكانوا مخطئن في كلا الأمرين، وللتاريخ، فقد كنت من معارضي حرب العراق الأشداء، ومنذ اللحظة التي بدأ فيها الرئيس جورج دبليو بوش التفكير فيها، وللتاريخ أيضا، كانت هناك مقترحات لوقف القتل في سوريا، التي لم تكن تتضمن انتشارا على قاعدة واسعة في الشرق الأوسط”.
ويقول بادوسكي: “كان مقالي في آب/ أغسطس يحمل عنوان (أنقذوا الأطفال السوريين اليائسين)، وفي ذلك المقال عبرت عن دعمي المتكرر للخطة التي تقدم بها الجنرال المتقاعد، ورئيس المخابرات الأمريكية السابقة ديفيد بترايوس، التي دعا فيها إلى إقامة مناطق آمنة في سوريا، التي لو نفذت لمنحتهم الحياة، وقدمت لهم الدعم الطبي والإنساني الكبير”.
ويضيف الكاتب أن “المناطق الآمنة كان يمكن حمايتها من خلال بناء مناطق حظر جوي فوقها، وفرضها من خلال قوة جوية محدودة، تشارك فيها الولايات المتحدة وأوروبا ودول الشرق الأوسط”.
ويجد بادوسكي أنه “لو أقيمت هذه المحاور منذ مدة لبقي مئات الآلاف من المدنيين على قيد الحياة اليوم، ولتوقف تيار اللاجئين نحو أوروبا والدول الأخرى، ويجب بناء محاور آمنة اليوم، بعد مقتل الكثير من الأبرياء، من أجل حماية من بقوا تحت الحصار”.
ويرى الكاتب أن “سياسة أوباما كانت غير فاعلة لتقديم الدعم الكافي للمقاتلين السوريين، الذي كان الهدف منه مساعدتهم على القتال لا الانتصار، ودون اتخاذ أي فعل ذي معنى لمعارضة القصف المدروس من النظام السوري والقوات الروسية”.
ويذهب بادوسكي إلى أن “أوباما لم يتعلم أن الرفض لمعارضة القتل الجماعي للمدنيين على يد ديكتاتوريين، مثل بوتين والأسد، لا يؤدي إلى تخفيف التوتر معهم، بل يشجعهم على مواصلة عدوانهم، وقتل المدنيين”.
ويخلص الكاتب إلى أن “محاولة الترضية، وعدم التحرك، وعدم التماسك، ليست شارات شرف لرئيس، لكنها شارات عار سيقوم الناس الطيبون والمؤرخون بشجبها، وبنوع من الرعب”.
عربي21