الرصد السياسي ليوم الجمعة ( 22/4 / 2016)
أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس الخميس، أن مفاوضات جنيف ستتواصل الأسبوع المقبل، رغم قرار المعارضة السورية مغادرة جنيف احتجاجا على مجارز النظام وخرقه الهدنة.
“دي ميستورا” وفي مقابلة مع التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية، أكد أن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية الدائرة منذ خمس سنوات، مشدداً بالقول “لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار. يجب أن نراجع وقف إطلاق النار.. يجب أن نسرع المساعدات الإنسانية، وسوف نطلب من الدول الراعية الاجتماع”، وفق وكالة “رويترز”.
وكان المبعوث الأممي قد صرح في مؤتمر صحفي الذي عقده بعد خروجه من اجتماعٍ مع “مجموعة العمل الإنساني” أن الوضع الإنساني في سوريا شهد تقدماً ضئيلاً، لكنه غير كافٍ، متحدثاً عن أنه سيواصل اجتماعاته لتقييم وبحث اتفاقية “وقف العمليات العدائية”، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً عصر الجمعة للحديث عن تطورات العملية السياسية.
وقال دي مستورا إن “الفرق الإنسانية تمكنت من الوصول لنحو نصف السكان القاطنين بمناطق محاصرة، والبالغ عددهم 560 ألفاً، وأن المساعدات وصلت لـ”12 منطقة من بين 18 منطقة محاصرة وصعبة الوصول، وما زال هناك 6 مناطق لم نصل بعد إليها”، و”أمس تم إخلاء 515 شخصاً طبياً، بالتوازي من مضايا وكفريا والفوعة”، مؤكداً أن “التقدم (في الوضع الإنساني) ضئيل ومتواضع لكنه فعلي”.
وأردف أنه ” حصل تقدم غير مسبوق في دير الزور، وذلك من خلال عملية إسقاط جوي بناءً على تقديرات برنامج الغذاء العالمي، مشيراً إلى أن البرنامج يخطط لمضاعفة عمليات الإسقاطات الجوية”.
وكشف أن نظام الأسد منع إيصال المساعدات الطبية للمناطق التي تحتاج لها، من مستلزمات جراحية وفيتامينات ومضادات حيوية ومسكنات الآلام، مضيفاً “هذا مقلق وغير مقبول وفقاً للقانون الدولي”.
وعن قضية المعتقلين، أشار إلى صعوباتٍ في هذا الملف الذي تتداخل فيه “المسائل الحساسة”، لكن “مجموعة العمل الإنسانية أعلنت أنه سيتم تعيين شخص فعال بدوام كامل يعمل مع فريقي حول ملف المعتقلين”، مشيراً إلى أن “المختطفين والمعتقلين أعدادهم كبيرة والمسائل حساسة جداً والأمر مختلف (عن باقي الملفات الإنسانية).. في بعض الأحيان هناك إشاعات أنه عند ذكر اسم أي مختطف أو معتقل فإنه يختفي، أحيانا مضطرون للعمل على بعض المسائل بشكل سري. ندرك كل ذلك ونواصل العمل.
المعارضة تجدد موقفها من مباحثات جنيف.”.
غادر كلاً من رئيس وفد المعارضة أسعد الزعبي وكبير المفاوضين محمد علوش جنيف أمس الخميس، بينما يغادرها بقية أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات اليوم الجمعة.
وشدد علوش قبيل مغادرته جنيف على ضرورة وقف المذابح في حق الشعب السوري، قبل استئناف المفاوضات، وجاء حديثه في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”.
من جهته، أكد الزعبي على أن لا عودة إلى المفاوضات إلا لتطبيق القرارات الدولية، كما وصف التصريحات بشأن استمرار المفاوضات بعد مغادرة المعارضة بالدعابة السخيفة، مشيراً إلى أن الموقف الروسي كان معرقلاً منذ البداية للحل السياسي.
وكان المنسق العام للهيئة رياض حجاب أعلن قبل يومين تعليق المشاركة في المفاوضات احتجاجاً على سلسلة من التطورات بينها عدم حصول تقدم في الملف الإنساني وبقاء حصار النظام لمناطق عدة، وخروق الهدنة من قبل النظام وإرسال إيران مزيداً من المتطوعين للقتال إلى جانب القوات النظامية. وقال: “طلبنا من دي ميستورا جدولاً زمنياً لتحقيق الانتقال السياسي، فالنظام يماطل ولا يريد الحل السياسي لأنه يدرك أنها ستكون نهايته”، ذلك في إشارة إلى عدم حصول “الهيئة” على أجوبة عن ثمانية أسئلة قدمتها في وثيقة إلى الفريق الأممي تتعلق بالانتقال السياسي والجدول الزمني وتشكيل الهيئة الانتقالية.
البيت الأبيض يعبر عن القلق من التحركات العسكرية الروسية في سوريا
قالت الولايات المتحدة أمس الخميس إنها قلقة من تقارير تفيد بقيام روسيا بنقل مزيد من العتاد العسكري إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد في وقت تداعت فيه الهدنة وأصبحت محادثات السلام على شفا الإنهيار.
وقال أسعد الزعبى رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات إن كل أعضاء الهيئة سيغادرون محادثات السلام في جنيف بحلول غد الجمعة مع احتمالات ضئيلة لاستئنافها إلا إذا تغير الوضع على الأرض جذريا.
ومن المقرر أن يقيم مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا اليوم الجمعة إمكانية استمرار محادثات جنيف دون الهيئة العليا للمفاوضات ومع تبادل الطرفين الاتهامات بشأن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في فبراير.
القمة “الخليجية الأمريكية” تؤكد على الانتقال السياسي في سوريا بدون الأسد
شدد البيان الختامي للقمة الخليجية الأمريكية، التي عقدت أمس الخميس في الرياض، على الحاجة للانتقال السياسي في سوريا بدون بشار الأسد.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية البيان الختامي للقمة الخليجية الأمريكية، الذي جدد التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج وواشنطن، الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة، مشيراً إلى أن “القمة ناقشت التدابير التي اتخذت لتعزيز التعاون بين مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، وتعميق الشراكة بينهما”.
ونص البيان على التضامن مع الشعب السوري، والتأكيد على أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254 القاضي بالسماح بالوصول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، والتي يصعب الوصول إليها، وإطلاق سراح جميع المعتقلين عشوائياً.
وشدد البيان على ترسيخ وقف الأعمال القتالية، والحاجة للانتقال السياسي بدون بشار الأسد، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة، والتركيز على محاربة “داعش” و”جبهة النصرة”.
كما رحّب الجانبان بخطط الولايات المتحدة، لعقد قمة رفيعة المستوى حول وضع اللاجئين في سبتمبر 2016، وما يتيحه ذلك من فرص لحشد المزيد من الدعم الدولي، مؤكدين الحاجة إلى تقديم المزيد من المساعدات للاجئين خلال الفترة القادمة.
كما أكد البيان الختامي للقمة على “ضرورة اليقظة حيال تصرفات إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة، بما في ذلك برنامجها للصواريخ الباليستية ودعمها الجماعات الإرهابية مثل حزب الله وغيره من وكلائها المتطرفين في كل من سورية واليمن ولبنان وغيرها”، بحسب ما ورد في البيان.
كما أشار إلى أنه “للمساعدة في الوصول الى نهج مشترك حيال تلك الأنشطة، تعهدت الولايات المتحدة مجلس التعاون بزيادة تبادل المعلومات حول إيران والتهديدات غير التقليدية في المنطقة”. ولفت البيان إلى أن “دول مجلس التعاون أكدت على استعدادها لبناء الثقة وتسوية الخلافات الطويلة الأمد مع إيران، شريطة التزام ايران بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سلامة الأراضي بما يتفق مع القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة”.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.