قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا يوم الجمعة إنه يجب تحسين خطة إنسانية طرحتها روسيا لإغاثة ما يصل إلى 300 ألف مدني محاصرين في مدينة حلب السورية مقترحا أن تترك موسكو مسؤولية أجزاء من عملية الإغاثة إلى الأمم المتحدة.
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن أليكسي بورودافكين سفير روسيا في مقر الأمم المتحدة في جنيف قوله إن موسكو “ستدرس بإمعان” مقترحات دي ميستورا بشأن تحسين خطتها الإنسانية في حلب وتأخذها في الحسبان لكنه لم يعد بالالتزام بتلك المقترحات.
وتدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية في سبتمبر أيلول من العام الماضي دعما لحليفها الرئيسي بشار الأسد ضد مسلحي المعارضة في عدة مواقع من بينها مدينة حلب المقسمة في شمال البلاد.
واتهمت قوى غربية ومنظمات إغاثة موسكو مرارا باستهداف المعارضة المعتدلة وقتل مدنيين. لكن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قال يوم الخميس إنه سيطلق عملية إغاثة إنسانية واسعة النطاق بالتعاون مع الحكومة السورية لفتح ممرات آمنة للمواطنين لمغادرة المدينة.
وقال دي ميستورا للصحفيين إن روسيا وضعت فقط خطوطا عريضة لخطة الإغاثة وأضاف “هناك حاجة ماسة لإدخال تحسينات… ما أفهمه هو أن الروس مستعدون (لإدخال) تحسينات رئيسية.”
وقال إن الخطة بحاجة لأن تشمل توقفات منتظمة في القتال تمكن الناس من الخروج والمساعدات من الدخول.
وأضاف “الاقتراح الثاني هو أن يتركوا الممرات الآمنة التي سيتم فتحها بناء على مبادرتهم لنا.” أي للأمم المتحدة لإدارتها.
وتابع دي ميستورا قائلا “الأمم المتحدة وشركاؤها في مجال الإغاثة … لديهم الخبرة. هذا عملنا. جلب المساعدات الإنسانية والإمدادات للمدنيين أينما اقتضت الحاجة. لهذا السبب تحديدا الأمم المتحدة موجودة هناك.”
وقال الجيش السوري -المدعوم بالضربات الجوية الروسية – يوم الأربعاء إنه قطع كل خطوط الإمداد المؤدية إلى شرق حلب وإن الحكومة ألقت بمنشورات هناك تطلب من السكان التعاون مع الجيش وتطلب من المقاتلين الاستسلام.
وحاول دي ميستورا في أوائل عهده في منصبه مبعوثا للسلام في سوريا إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في حلب على أمل تحويلها فيما بعد لهدنة تشمل كامل البلاد لكن محاولاته باءت بالفشل.
وأشار دي ميستورا يوم الجمعة إلى أن الخطة الإنسانية في حلب – إذا نفذت بصورة صحيحة- يمكن أن تساعد في إعادة الثقة في عملية السلام الأوسع نطاقا.
وقال “حلب تصبح – كما كانت دائما – مكانا رمزيا يمكن أن يجعل العالم يصدق أن هناك حلا سياسيا إنسانيا ممكن في سوريا.”
وحلب – التي كانت أكبر مدينة في سوريا قبل الحرب – منقسمة إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وأخرى تسيطر عليها الحكومة خلال الحرب الأهلية. والسيطرة بالكامل على المدينة ستشكل نصرا هاما للأسد إذا ما تحقق.
رويترز