قالت صحيفة ديلي صباح التركية اليوم أن الجيش الأمريكي أرسل أكثر من 100 مركبة لتعزيزات عسكرية ولوجستية في الحسكة، التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية “قسد”، واتهمت أمريكا بالتسبب بتوسع انتشار “ٌقسد” في سوريا، تزامن مع إعلان تركيا تطبيع العلاقات مع بشار الأسد وعقد لقاءات بين المسؤولين.
نشرت dailysabah اليوم أنّ قوات سورية الديمقراطية “قسد” توغلت في مستوطنات ريف الرميلان والشديد وتل بيدر في الحسكة، عبر بوابة الوليد الحدودية من العراق بين 6 و8 يناير. وأضافت الصحيفة أنّ التعزيزات المرسلة تألفت من قرابة 100 عربة مدرعة وناقلات وقود وذخيرة. وقالت الصحيفة أن “الجماعة الإرهابية” استخدمت القواعد عبر حدود تركيا شمال العراق سوريا، للتخطيط وتنفيذ هجمات على البلاد، والعمل على إنشاء ممر إرهابي على طول الخط الحدودي، ما يهدد السكان المحليين السوريين والسكان الأتراك القريبين. وتقود أنقرة هجمات مضادة ضد حزب العمال الكردستاني منذ عام 2016 وتسعى جاهدة لإنشاء خط أمني بعمق 30 كيلومترًا (19 ميلًا)، والذي التزمت روسيا والولايات المتحدة بتقديم الدعم له في أكتوبر 2019. في الشهر نفسه، أطلقت تركيا عملية سلام الربيع ضد “قسد” وداعش في شمال سوريا، ووعدت واشنطن بانسحاب وحدات حماية الشعب من المنطقة. وقام الجيش الأمريكي بإخلاء جميع قواعده في المنطقة، مع إعطاء الأولوية للتمركز بالقرب من حقول النفط، بحسب الصحيفة.
وتتواجد القوات الأمريكية حاليا في العديد من القواعد والمراكز العسكرية في منطقة شاسعة تسيطر عليها “قسد” في مناطق الحسكة والرقة ودير الزور. ترسل واشنطن باستمرار تعزيزات إلى وحداتها العسكرية في حقول النفط، وفي الوقت نفسه، تقوم القوات الأمريكية بدوريات منتظمة مع “قسد”. تواصل الدعم الأمريكي لقوات سورية الديمقراطية “قسد” من تدريب عسكري وشاحنات محملة بالمعدات، تحت ذريعة محاربة “داعش ” ما أثار حفيظة تركيا، حليفتها في الناتو، في مناسبات عديدة.
أضافت الصحيفة أنّه بفضل المساعدة الأمريكية التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، نمت “قسد” في شمال شرق سوريا، على الرغم من وعود واشنطن لتركيا بأنها “ستتشاور وتعمل عن كثب” مع أنقرة ضد داعش وقوات سورية الديمقراطية “قسد”. انتقد الرئيس رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة الشهر الفائت “لغضها الطرف” عن مخاوف تركيا بشأن تعاونها مع “قسد” وأكدّ أنّ تركيا ستعتمد على نفسها لحماية حدودها.
ومؤخرا أعلنت تركيا نيتها مصالحة النظام السوري وتطبيع العلاقات معه وجرت محادثات في موسكو بين وزير دفاع تركيا والنظام السوري. كما أعلنت وكالة نوفستي الروسية أن الترتيبات مستمرة لإجراء لقاء بين وزيري خارجية تركيا وبشار الأسد في دولة عربية. كما لم يستبعد مسؤولون أتراك لقاء بين أردوغان وبشار الأسد ولكن قالوا إن هذا قد يحصل بعد لقاءات مسؤوليهم وظهور نتائج ملموسة تجهز له. وأعلن كبير مستشاري أردوغان أمس أنه على تركيا السيطرة على حلب لحل وضع اللاجئين السوريين. ويتخوف اللاجئون السورين من هذه المصالحة ونتائجها على مستقبلهم بعد عقد من الثورة السورية سعوا لإسقاط النظام الذي قتل مئات الآلاف وهجر الملايين من بلادهم ليبقى على كرسي الحكم.
ترجمة أمل الشامي