المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 21/2/2015
تعد مدينة دوما من أكبر مدن الغوطة الشرقية بريف دمشق، وتعد من أهم مدن محافظة ريف دمشق في سوريا، يَبلغ تعداد سكانها حوالي 110,893 نسمة، و تبعد عن دمشق حوالي 9 كيلو مترات، تشتهر مدينة دوما بكونها منطقة سياحية حيث تتميز بتاريخها العريق، فهي تُعتبر من أقدم المدن في المنطقة، بالإضافة إلى الآثار التاريخية التي تحتويها، وتذكر المصادر التاريخية أنها تعود للحقبة الآرامية، ويعمل سكان مدينة دوما بالصناعية و الزراعية و التجارة وفيها العديد من المصانع والمعامل الحديثة، إضافة إلى الصناعات التقليدية، ويشتهر ريفها بزراعة أشجار الفواكه المختلفة، مثل العنب المعروف بـ”العنب الدوماني” وغيرها من الثمار كما أن طبيعتها الجميلة جعلت اللآلاف يقصدونها للنزهة.
وعند إنطلاق الثورة السورية كانت مدينة دوما من أوائل المدن التي ثارت على نظام الأسد في الريف الدمشقي، وحاول النظام أن يسكت أهلها عن ثورتهم ويردعهم عن طريق المجازر التي إرتكبها فيها، ولكن ذلك لم ينقص من همم الدومانيين بل زادهم إصراراً وتقدماً في ثورتهم، لقد قام النظام بتشريد سكانها، عن طريق قصفها المتواصل، مما جعل الآلاف من سكان المدينة يتركوا بيوتهم وأرزاقهم ويغادروا منازلهم، التي دمرها النظام.
وقد تعرضت مدينة دوما للهجوم بالأسلحة الكيميائية في آب/أغسطس 2013، وهي الآن معقل لكتائب المجاهدين وما زالت تحت سيطرة كتائب الثوار حتى الآن.
وتشهد مدينة دوما التي تحاصرها قوات النظام منذ أكثر من عامين تصعيدا جديدا للضربات الجوية المكثفة والقصف بالصواريخ وقذائف الهاون منذ بداية شباط/فبراير الحالي، وحسب الإحصائيات فقد إستشهد في الأيام العشرة الأولى من شباط/فبراير 183 شخصا من بينهم 55 امرأة وطفل، ودمر أكثر من 500 منزل في هذا الشهر فقط، وفي 5 شباط/فبراير قصفت دوما نحو ستين مرة وقتل 66 شخصا، وجاء هذا القصف الجديد ردا على الصواريخ التي أطلقتها كتائب الثوار على دمشق وسقط إثرها 10 قتلى والتي كانت ردا منهم على غارات جوية سابقة أسقطت نحو 40 قتيلا من المدنيين.
السيطرة على دوما عملية استراتيجية بالنسبة إلى النظام لأنها ستتيح له قطع طريق الإمدادات على الثوار المختبئين هناك في الشمال بجبال القلمون التي يقصفون منها منطقة دمشق.
مع حصار النظام لمدينة دوما، تعاني من نقصٍ شديد في الأدوية والمواد الغذائية وقد شهدت في الأشهر الأخيرة عشرات المجازر، وقتل مئات الأطفال وبعض هؤلاء القتلى ماتوا حرقا وهم أحياء ولا يبدو أن هذا يحرك مشاعر أحد من العالم.
كما أن الحقوق الأساسية للأطفال منتهكة في هذه المدينة المحاصرة ويسعى بعض المتطوعين لإعطاء حصصاً دراسية في الأقبية تحت الأرض، ويحاول سكان المدينة البقاء وكسب الرزق عن طريق بعض الأعمال البسيطة كبيع الحلويات في الشارع، ولكن منذ استئناف القصف بوتيرة يومية توقفت كل الأنشطة.
و يحاول نظام الأسد من خلال تكثيف قصفه على دوما وارتكاب المجازر اليومية، إلى إجبار المدينة وكافة بلدات الغوطة، على توقيع هدنة، أو مصالحة مع النظام، وخاصة بعدما فشلت جميع المساعي الأخير التي قامت بها قوات الأسد و الميليشيات الداعمة له في اقتحام المنطقة.