هناك حيث تشرق الشمس.حيث تسقط خيوط الصباح على أسوارها .بعد عراك طويل مع اليل الذي أرخى سدله عليها.
ترسل الشمس تباشير الخير على جدراهنا المعتقة بعبق عطر من رحيق الياسمين .تنفض شجرة الليمون قطرات الندى من على جبينها فتزداد نشوة من كؤس قطرات الندى اللؤلؤية .
زنبقة حمراء مركًونة على جدار في زاوية تنتظر زيارة من خصيلات شقراء تهديها إياها الشمس .فترفع رأسها بشموخ بعد ليل ملت فيه من انحناء الرأس ليس ذلا بل احتراما لنواقيس الطبيعة .المأذن اعتادت ان تشددوا نشيدها الخالد بلا خوف .النواقيس تستفيق وتقرع على استحياء خجلا .ليس لانها لا تعرف كيف تقرع .بل احتراما للمأذن .الحساسين تصدح بتراتيل الحياة .تروي حكايات مدينة تعانق فيها الصليب والهلال على أسوارها .مدينة نقش على جدران ازقتها.حكايات كان أبطالها احمد والياس.مدينة تجوب شوارعها فتكتشف ان للحب فيها لون اخر .
مطرقة الباب الخشبي تعلمنا منها الصدق والاخلاص .
نقوش للمحراب وبخور الكنيسة فيها يرويان في سهرة سمر كيف قهر الموت على عتباتها .
اما اليوم انها تأن تتوجع على هدير المدافع
براميل الموت هي من جعلها تبلغ سن اليأس
هدير الطائرات عكر صفوا ليلها وعشاقها
صوت القنابل أرعب الصليب ما عاد يطيق للمأذنة عناقا
بقلم : عبد الرزاق عبود