قلوب المسلمين تتطلع اليوم إلى عرفة أعظم أيام الحج، حيث يلتئم شمل المسلمين من كل أنحاء العالم بكل ألوانهم ومشاربهم وأجناسهم، في مشهد يزرع الأمل بوحدة الأمة وانتشالها من التشرذم والتفكك والضعف.
يجتمعون ليشهدوا مناسك الحج ويذكروا اسم الله كثيراً ويلحوا بالدعاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا اليوم “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”
في مشهد آخر يقف أهلنا الصامدون في المناطق المحررة أمام إجرام نظام خبيث لم يحترم الأشهر الحرم وشوق الأهالي لأبنائهم، بعد فتح الحدود للزيارة فضلاً عن حرمة الدم، فسفك نظام الأسد الدم الحرام في الشهر الحرام .
من خبائث هذا النظام أن رأسه كان يقسم بدمشق على حماية الوطن والمواطنين في مشهد هزلي، بينما كانت أسلحته وأسلحة أسياده الروس تمزق أجساد السوريين في جبل الزاوية، ثم يكمل استهزاءه واستهتاره بدماء السوريين بمشهد آخر يتناول فيه (الشاورما) في حي الميدان، وسط حشد من الأمن المتخفين باللباس المدني وصيحات الفداء بالروح والدم، وهو يلوك اللقمة ويثرثر عن (المايونيز) مع صاحب المطعم.
كيف ستكون بهجة العيد كاملة وقد خالطتها دموع الأيتام والثكالى وآلام المصابين في المناطق المحررة؟!!! .. دموع ستذكرنا دائما أن من نحاربه ليس نظاماً قائماً على دولة ومؤسسات، بل عصابة امتهنت الكذب من الرأس إلى الذيل، لا يمنعها رادع من ضمير أو قانون أو تشريع سماوي..ضحكات رأس النظام الهيستيرية وبكاء الأيتام تجتمع اليوم وترفع إلى قاضي السماء الذي لن يظلم عنده أحد.. فهل تدخر أنت أخي القارئ دعوة في هذا اليوم المبارك، تنصر بها المستضعفين وتنتصر لدموعهم.
محمد الحلبي /مقال رأي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع