يقتلون الحق في إيران ويسعون لطمس الحقائق وخداع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وتسويق الإدعاء من خلال شركاء لهم في الغرب يتشاركون معهم المصالح والمخططات ، وكذلك في مبدأ الإدعاء ففي إيران يدعي نظام الملالي الحاكم بالباطل إنه يمثل الدين وشرع الله وخلافته ، وفي الغرب هناك من يدعي بأنه هو المعني بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ولا أحد غيره .. وبعض الجرائم التي يرتكبها نظام الجريمة الحاكم في إيران قد تروق لتيار المهادنة والاسترضاء في الغرب؛ وإلا ما تفسير كل هذا الصمت وغض البصر والتجاهل والدعم المباشر وغير المباشر لنظام الملالي.
لا تقتلوا النساء والأطفال والنفس التي حرم الله إلا بالحق.. لا تسمموا وتقتلوا الفتيات.. لا تقتلوا وتضطهدوا العلماء والمعلمين وطلبة العلم.. لا تنشروا المخدرات في المجتمع.. لا تنشروا المخدرات في دول المنطقة والعالم .. لا تنشروا المخدرات في العراق في شوارعه وأسواقه ومدارسه ومقاهيه وسجونه.. لا تساعدوا على هدم المجتمع ونشر الفساد والإلحاد فيه في حين تدعون بالدين والمذهب والموالاة لآل بيت رسول الأطهار؛ وهيهات أن يمثل أمثالكم وأترابكم دين الله وآل بيت المصطفى (ص).. تلك كلمات تخرج من قلوب أصحاب الضمائر الحية باكية لكنها لا تُسْمِع من أصيبت قلوبهم بالعمى من المُدعين في المشرق والمغرب، وتقف كل الكلمات وإن تعاظمت في معانيها ومواساتها ولطفها عاجزة أمام من فقدوا أحبتهم ، وسُرِقت أرواحهم بغتة منهم بعد أن باتوا ورودًا يتزين بهم الأهل والمجتمع ، أما من يرون فلذة أكبادهم يتلاشون أمام أعينهم بفعل فاعل ومتستر فمصيبتهم تفوق كل المصائب.
كيف يكون إهلاك الحرث والنسل؟
لفهم القوى المتطرفة المُدعية كالنظام الإيراني وجماعاته السياسية وما يدور في فلكهم ومن هو على شاكلتهم من المُدعين والمغالين خاصة عندما يعترف رموز النظام أنهم هم من أسسوا داعش؛ وأنهم يحتلون أربع دول عربية وأنهم قادرون على … ما لا نهاية من الإدعاءات .. لفهمهم وفهم حقيقة ما يجري على أرض الواقع علينا أن نتساءل بعض الأسئلة البسيطة سهلة الجواب في عالم اليوم وغير مكلفة، ومن هذه الأسئلة :
هل عقيدة الإسلام السمحاء صعبة عصية على الفهم؟
ألم ينزل القرآن الكريم بلغة البيان والبلاغة والثراء في الوضوح والتبيان؟
ألم يفصل الإسلام كل شيءٍ في دنيانا لدنيانا وأخرانا؟
ألم يختم نبينا الكريم صلوات الله عليه وآله وصحبه الطيبين الطاهرين حياته بيننا عندما تلا على الحجيج في حجة الوداع قول الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) واكتمل الدين بيانًا ووضوحًا ونورًا بهذه الآية الكريمة؟
إلى من يدعون خلافة الله وتمثيل الإسلام ألم يقل الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز (قد بيّنّا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)
من الكوارث التي وقعت على الإسلام والمسلمين وطريق الإيمان بالله وبشكل عام كارثتي الإدعاء والتطرف كأخطر الكوارث التي أضرت بالإسلام وناله منها التشوه ، وشتان بين عالِم يهب نفسه لخدمة دين الله وعباده ومُدعٍ يريد تسخير الدين والعباد من البسطاء لخدمة أهوائه ويتطرف ويغالي بالخطاب والنهج لضمان المضللين والمغرر بهم حولهم كأدوات لبلوغ الغايات ويبقى الدين بالنسبة لهم مجرد وسيلة تبررها الغاية وهنا يقع الضرر على الإسلام والمسلمين وقد وقع.
كان البعض يعتقد فيما مضى أن الضرر الذي وقع على العراقيين من قبل النظام الإيراني سواء كان ذلك بشكل مباشر أو من خلال الجماعات الموالية والجماعات العاملة في الظلام كقتل العلماء والقادة والخبراء ونشر المخدرات ، ومن ثم ما وقع على سوريا واليمن والأردن من أضرار مماثلة ومتفاوتة في بعض الحالات أكثر مما يقع على الشعب الإيراني وهذا أمر غير صحيح فلكل نظام من أنظمة الحكم في العالم هوية تشتمل على النهج والرؤية والقدرة والوسائل والأدوات ، والحقيقة هي أن النظام الإيراني قد مارس بحق الشعب الإيراني ما مارسه في العراق من إدعاء واحتيال تارة باسم الدين وعلى طول الخط باسم المذهب حتى أصبح المذهب دينًا و وسيلةً وأداةً لبلوغ السلطة وتحقيق الغايات والأطماع التوسعية وباسم الدين و المذهب يتم قتل العلماء والقادة والنخب وأصحاب الرأي وتدمير الاقتصاد والبنى التحتية، و كذلك المجتمعات من خلال المخدرات ونشر الجريمة كوسيلة وجود، وليتهم كانوا على الدين والمذهب.
دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان
وهنا نتساءل أيضًا والسؤال موجه لتيار المهادنة والاسترضاء في الغرب المُدعي .. أليس ما يجري في إيران انتهاكٌ للحريات.. أليس قتل الأطفال والنساء جرمًا عظيمًا.. أليست عمليات القتل الحكومي تحت مسمى الإعدام جرمًا عظيمًا.. أليس سجن وتعذيب وإعدام أصحاب الرأي جرمًا عظيمًا..
أليست حملات التسميم الموجهة عمدًا لفتيات المدارس جرمًا عظيمًا؛ وهل سمعتم عن مثل هكذا جرائم من قبل.. أليس تعنيف وفصل الطلاب من الدراسة وطردهم من مسكنهم الجامعي ومعاقبة و فصل الأساتذة الجامعيين لمواقف تتعلق بحرية الرأي والتعبير جرمًا عظيمًا ؛ ألا يُعدّ تحوّل المراكز الأكاديمية في ظل حكم عصابات الملالي إلى مراكز أمنية قمعية جرمًا عظيمًا !؟ ، أليس من يتعرض للهلاك في إيران والعراق وسوريا واليمن ولبنان على يد الملالي وأعوانهم جرمًا عظيمًا؛ أليس كل هؤلاء بشرًا أم اقتصرتم البشرية على ما يعنيكم فقط ولا زلتم تحت تأثير نمط وفكر الحقب الاستعمارية الاستعبادية؟ .. وكثيرة هي التساؤلات!
لا يقل ذنب دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في الغرب كثيرًا عن ذنب دعاة الدين في إيران فدعاة الحرية والديمقراطية هم من أوصلوا نظام الملالي المُدعي باسم الدين إلى هذا الحجم من القوة المتعاظمة خاصة بعد أن سلموا له العراق كاملًا نهارًا جهارًا على طبق من ذهب ثم تغاضوا عما يجري في سوريا واليمن ولبنان، وبقيت أُرجوحة المفاوضات النووية ثنائية الجانب منصوبة يجلس عليها الجانبان متى شاؤوا يدردشون ويتأرجحون، وكلما نشب جديد ملفت للنظر صاحوا في الآفاق دعونا نتمرجح وندردش نوويًّا حتى وإن طال أمد الدردشة فلا ريب أنّ صناعة الأزمات قائمة ناجحة ومن خلفها تنمو المصالح والامتيازات.؛ ويتعاظم القتل الحكومي وقمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان في إيران و لاتزال الأقلية المتنفذة في الغرب بين داعمة ومتسترة وقد تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك والأدلة والشواهد كثيرة.
اضطهاد النساء وقتل العلماء النوابغ منهن في إيران
لم يكتفِ ملالي الشؤم في إيران بالتسميم الموجه ضد الفتيات في المدارس وقتل الأطفال والنساء والمتظاهرين وسجنهم وتعذيبهم ، وكلُّ ذلك من أجل قمع الانتفاضة الوطنية الإيرانية وإخمادها بل ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك وأقبح وهو قتل العلماء النوابغ من النساء الإيرانيات بطريقة إجرامية لا يمكن إلا أن تكون على نظام شيطاني سفاح فما فعلته عصابات هذا النظام في جريمة اغتيال زهراء جليليان من طلاب النخبة بمرحلة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية بجامعة طهران ونابغة الفيزياء في كلية طهران التقنية والإدعاء كالعادة بأن موتها كان انتحارًا وقد رفض أهلها ومحاموها رواية الانتحار، وبعد سبعة أشهر من الحركة الدؤوبة للأهل حول حق ابنتهم الوحيدة التي قتلوها غدرًا تتكشف الحقائق ويُظهر تقرير الطب الشرعي إنها جريمة اغتيال مخططٌ لها ، وتم التستر عليها حكوميًّا حيث قامت سلطة الملالي على الفور ودون أية تحقيقات باعتبار الوفاة حالة انتحارًا.
إنها جريمة يجب الوقوف عليها ورفض كل تبريراتها وما يُنسج حولها من قصص واستحضار كافة الجرائم التي وقعت بحق مئات الآلاف من الضحايا الذين غُدِروا في إيران ودول المنطقة والعالم على يد نظام الملالي الحاكم في إيران باسم الدين وما ذلك عليهم بجديد.
إنها لجريمة مأساوية بشعة تُذكرنا بطرق اغتيالات العلماء والقادة والنخب العراقية كنهج اتبعه نظام الملالي وعصاباته أينما حلوا لإهلاك الحرث والنسل والإفساد في الأرض وهكذا هو نهج الظالمين ، وتلك حقائق قائمة على الأرض فمن البشر أمة قتلت أنبياءها وهذه عصابات تقتل العلماء والنساء والأطفال ظلمًا وغدرًا.
قتل عصابات نظام الملالي للعلماء والنخب لن يتوقف عند إيران وما فعلوه في العراق وسيصل للبلدان العربية؛ فبعد استهدافها سياسيًّا وأمنيًّا، واجتماعيًّا بالمخدرات ستأتي مرحلة استهداف العلماء والنخب.. ولا سبيل للخلاص من وباء هذا النظام إلا بزواله التام بدلًا من التطبيع معه واسترضائه.
هؤلاء هم المدعون بالحريات وحقوق الإنسان يتسترون على جرائم المدعين بالدين، وهؤلاء هم حلفاء العرب الغربيون الذين يقيمون لهم وزنًا وحضورًا يميلون إلى جانب نظام الملالي على حساب العرب وبالتالي سيكون التطبيع كمن مات ميتًا.
ولو أن المدعين بالدين كانوا على الدين والمذهب لما أهلكوا الحرث والنسل واعتدوا على الجار وبرروا القتل والإجرام والعدوان على أهوائهم.. وليتهم كانوا على الدين والمذهب.. والحقيقة أنهم خرجوا عن الدين والمذهب.
د.محمد الموسوي / كاتب عراقي