بارين حملت بها والدتها في سوريا، ولكن مع بدءالثورة السورية اضطرت العائلة للهروب إلى إقليم كردستان العراق بحثا عن الأمان، وأنجبت طفلتها تحت خيمة أصبحت لاحقا المنزل والوطن.
ومع استمرار الثورة السورية وتحولها إلى معارك على جبهات واسعة، أيقنت عائلة بارين أن رحلتهم ستطول، فبدؤوا تهيئة حياتهم من جديد داخل المخيم. تقول الأم إنها تشتاق لعائلتها وتسأل نفسها باستمرار عن موعد العودة، مشيرة إلى أنها تشعر براحة في المخيم الذي تجد فيه كل ما تحتاجه بعد أن تحول من ملجأ مؤقت إلى مدينة دائمة.
أما أبو خليل الذي قارب عمره 96 عاما، فلا تكاد تمر من أمام باب منزله المتواضع في أحد أزقة المخيم حتى تسمع صدى صوته وهو يردد كلمات من الأغاني والملاحم الشعبية التي حفظها عن ظهر قلب.
وحدها تلك الكلمات -كما يقول- قادرة على تخفيف جراح غربته، ويحكي لنا عن حياته التي تغيرت رأسا على عقب منذ قرابة الخمس سنوات، وحنينه لعائلته التي تشتت بين سوريا والعراق ودول أوروبا.
ويضيف أبو خليل للجزيرة نت “الغربة قاسية جدا شتت عائلتي، أحد أبنائي في ألمانيا وأنا هنا مع زوجتي وابني ولي ابنة في سوريا، كل ما أتمناه أن تلمحها عيناي ولو مرة واحدة وأموت بعدها”.
جانب من سوق مخيم “دارا شكران” للاجئين السوريين في كردستان العراق (الجزيرة) |
مدينة صغيرة
وبحسب مدير مخيم دارا شكران هيمن هادي، فإن اللاجئين السورين أيقنوا أن وجودهم لن يكون مؤقتا عدة أسابيع أو شهورا، لذا طالبوا بتبديل خيمهم القماشية ببناء إسمنتي وعلى حسابهم الشخصي.
ويؤكد هادي للجزيرة نت أن الحكومة وإدارة المخيم سمحتا بإدخال مواد البناء لهم، ويوما بعد يوم تحول المخيم من مجرد ملجأ مؤقت إلى مدينة تنبض سوقها بالحياة، وفيها دكاكين للمواد الغذائية ومطاعم وصالونات حلاقة.
ويصف هادي مخيم دارا شكران الذي تأسس عام 2013 للاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق، بأنه من أفضل المخيمات الحالية من حيث التخطيط والأمن وكثرة المنظمات العاملة فيه، كما يعيش فيه أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري غالبيتهم من مدينة القامشلي.
ويتابع “يضم المخيم أيضا مجلس مؤلفا من 13 متطوعا يشكلون حلقة وصل بين الجهات الرسمية واللاجئين، مهمتهم إيصال مشاكل وصوت العائلات إلى إدارة المخيم أو المنظمات أو حكومة الإقليم”.