قال ميشيل كاماردا، نائب مدير برنامج سياسات الطاقة في الجامعة الأوروبية بروسيا، معلقا على مشروع “السيل التركي”، لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر تركيا، إلى أن “المشروع يحظى بأهمية بالغة من الجانب الروسي”.
وأشار كاماردا، للأناضول، إلى أن روسيا تريد الحصول على بديل آخر عن أوكرانيا لنقل غازها إلى أوروبا، قائلا: إن “أهمية السيل التركي بالنسبة لروسيا أكبر بكثير من تركيا، التي ستطور علاقاتها عقب المحاولة الانقلابية، ولن تتناسى صديقتها القديمة روسيا”.
وأضاف: “تخطط روسيا لبناء خطوط نقل الغاز إلى أوروبا، واحتكار السوق الأوروبية عبر إبرام عقود الغاز معها من جهة ، وضمان سوق غازها الطبيعي أمام توسع سوق الغاز المسال في المنطقة من جهة أخرى”.
من جانبه، قال الأستاذ جوناثان ستيرن، رئيس قسم أبحاث الغاز في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، إن “المشروع سيكون في البداية عبارة عن خط واحد تستفيد منه تركيا، وإنشاء خطين يتطلب اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص”.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه الأناضول، حيث قيّم ستيرن، زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، الثلاثاء الماضي، ومشروع “السيل التركي”.
واستذكر ستيرن، تصريح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الذي أشار فيه الأربعاء الماضي، إلى أن توقيع الاتفاق سيجري في سبتمبر/أيلول المقبل، وبناء الخط الأول من أنابيب “السيل التركي”، سيبدأ في النصف الثاني من 2019، مضيفا: “لن يكتمل المشروع في 2019 في حال حصول تأخير آخر لتوقيعه في سبتمبر/أيلول المقبل، أما في حال جرى التوقيع خلال الشهر المذكور فيمكن إنشاء خط واحد”.
وفي معرض رده على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لايرى السيل التركي بديلا عن خط “السيل الجنوبي”، قال ستيرن: “إذا نظرنا إلى الموضوع من حيث السوق، فإن إنشاء خط واحد في السيل التركي، وآخر في الجنوبي يكون ذات قيمة أكثر بالنسبة للروس، غير أن نقل الغاز إلى أوروبا عبر الخط الثاني المحتمل في السيل التركي إلى جانب الخط الأحادي في الجنوبي، يتطلب إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي”.
وأعلنت روسيا مطلع ديسمبر/كانون أول 2014، إلغاء مشروع خط أنابيب “السيل الجنوبي”، الذي كان يمر من تحت البحر الأسود عبر بلغاريا إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، وتخلت موسكو عن المشروع بسبب موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكاراً للمشروع من قبل شركة الغاز الروسية “غاز بروم”.
وبدلاً منه، قررت روسيا مد أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا “السيل التركي”، ليصل الى حدود اليونان، وإنشاء مجمع للغاز هناك، لتوريده فيما بعد لمستهلكي جنوبي أوروبا.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الثلاثاء الماضي، إن بناء الخط الأول من أنابيب مشروع “السيل التركي” لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر تركيا، سيبدأ في النصف الثاني من العام 2019.
ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي عبر خطي “السيل التركي”، 32 مليار متر مكعب سنويًا .
الأناضول