يعرض الدكتور توم فريدين المدير السابق للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منا (سي دي سي)، بعض المقترحات التي يرى أن من شأنها إبطاء انتشار فيروس كورونا المسبب لمرض “كوفيد-19” الذي يجتاح بلاده والعالم.
ويقول فريدن في مقال له نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن مقترحاته بهذا السياق تبدأ بعمل تحقيقي جديد، وتتطلب أن يكون لدى البيت الأبيض الإرادة للاستماع إليها.
ويشير الكاتب إلى أنه سبق للدكتورة نانسي ميسونير من “سي دي سي” أن أوصت -في 26 يناير/كانون الثاني الماضي في ختام مناقشة بشأن هذا الوباء الذي كان يجتاح الصين وقتئذ- بضرورة الاستعداد لمواجهته بوصفه جائحة.
ويقول إنه كغيره من الأميركيين، يشعر بالرعب من تزايد عدد الوفيات اليومية في بلاده بسبب هذا الوباء، ويرى أن البيت الأبيض أضاع في فبراير/شباط الماضي فرصة للحد من انتشاره، وذلك من خلال عدم توسيع إنتاج معدات الحماية وأجهزة التنفس الاصطناعي والاختبارات.
فشل ترامب
ويرى فريدين أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فشلت في التوصل لدفع الأميركيين لممارسة التباعد الجسدي.
ويقول إن الاستجابة الوطنية المتماسكة هي التي تقرر السياسة، ومن ثم تدفع الحكومات إلى اتباعها، وإن البلاد تعيش حالة طوارئ صحية عامة، وإنه ينبغي لمسؤولي الصحة العامة أن يُرونا الطريق إلى الأمام.
ويستحث فريدين كبار الخبراء في هذا المراكز على توجيه الإستراتيجية التي تتيح التقدم في الحرب ضد هذا الفيروس.
ويشير إلى أن لدى هذه المراكز أكثر من 200 مختبر متخصص والآلاف من الموظفين المتمركزين حول العالم، وأن توجيهاتها ونصائحها تلقى ثقة كبرى من المهنيين الصحيين في كل شيء، من اختبارات حديثي الولادة إلى جداول اللقاحات إلى إصابات الدماغ.
فشل الخبراء
وينتقد فريدين كبار خبراء الصحة العامة في بلاده، ويقول إنهم لا يتولون زمام الأمور ولا يستجيبون في أكثر لحظة تحتاج فيها الولايات المتحدة إلى إرشاداتهم بشأن هذا الوباء، وهو ما أدى إلى الفشل في وضع وتنفيذ خطة علمية لإعادة فتح البلاد بأمان.
ويقول إن الوباء -وليس السياسة- هو من سيحدد لنا شروط “المسابقة”، ويترك لنا ثلاثة خيارات تتمثل في الاستمرار في الاحتماء بالمنزل حتى يكون هناك لقاح، وهو ما يمكن أن يستغرق سنة أو أكثر، أو فتح بوابات النشاط ثم مواجهة انفجار متكرر للإصابة بالعدوى، أو الاستعداد بقوة وتوسيع قدرة مؤسسات الصحة العامة لدينا حتى نتمكن من رفع القيود تدريجيا وتخفيف ضغط النشاط بأمان.
الخيار الأفضل
ويرى الكاتب أن الخيار الأخير هو الأفضل، وأنه يتطلب ما يأتي:
ويرى الكاتب أن الخيار الأخير هو الأفضل، وأنه يتطلب ما يأتي:
– قيام مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) بقيادة العالم في جهود لتقصي طريقة عمل فيروس كورنا وفهمه واحتوائه.
– ضرورة أن يبادر البيت الأبيض والعديد من قطاعات الحكومة الفدرالية والمختبرات التجارية والمستشفيات، إلى جعل الاختبارات متاحة على نطاق أوسع.
– ضرورة قيام متحدث رسمي مطلع وموثوق بتوفير المعلومات وبانتظام، ليس فقط بشأن عدد الاختبارات ولكن عن الوقت الفعلي من الاختبار إلى النتائج، فهي تعتبر الآن بطيئة بشكل غير مقبول في العديد من المجالات.
– ضرورة إجراء الاختبارات لمعرفة الأجسام المضادة، خاصة إذا كان الأشخاص الذين يتعافون من كوفيد-19 محصنين من الإصابة المتكررة به ويمكنهم العمل والسفر بأمان.
ويرى الكاتب أن عملية مراقبة الوباء تعتبر من ضمن أعمال استخبارات الحرب، وأن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تجري هذه المراقبة أفضل من أي وكالة أخرى في العالم.
ويدعو الكاتب إلى الاستمرار في التحقيق في كيفية إيقاف الفيروس والإجابة عن الأسئلة الحاسمة التي لم يتم حلها، مثل ما إذا كان الأطفال ينقلون العدوى بشكل عام، والمعلومات التي ستوجه القرارات بشأن متى يسمح باستئناف فتح المدارس.
علم مباشر
ويقول الكاتب إن العالم يحتاج إلى سماع علم بسيط ومباشر بدلا من الرسائل التي تمزج بين الأمل والضجيج والهستيريا.
كما يدعو إلى توفير التدابير المناسبة للوقاية من الإصابة، مثل معقمات اليد في مداخل المباني وكذلك الأبواب والمصاعد التي تنفتح وتعمل دون الحاجة للمس، والرعاية الصحية التي تسهم في خفض حالات العدوى للمرضى والعاملين، وغيرها من التدابير، وزيادة التمويل بشكل كبير لأنشطة الكشف عن الأوبئة والاستجابة لها في الداخل والخارج.
ويدعو كذلك إلى إغلاق أسواق الحيوانات الحية في آسيا وأفريقيا، التي من المحتمل أن تنتج هذا الوباء، ويقول إننا يجب أن نلتزم بالتضامن العالمي والمساءلة في مواجهة الميكروبات.
ويؤكد الكاتب أن لدى مراكز السيطرة على المراض والوقاية منها المعرفة والخبرة اللازمة للحد من انتشار كوفيد-19، ولكنها تحتاج إلى السلطة والصوت اللذين تم حجبهما عنها في الأشهر الثلاثة الماضية.
ويختتم بالقول إنه لم يفت الأوان لوقف دمار الصحة والاقتصاد في الولايات المتحدة، لكن الإدارة يجب أن تدعم وتتبع توجيهات المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ويجب أن تفعل ذلك الآن.