رأى الكاتب والمحلل السياسي، حسين عبد العزيز، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول “تقليم أظافر” تركيا والسعودية في سوريا أكثر مما تريد روسيا، مشيرًا أن “لواشنطن مصلحة في إضعاف جميع فصائل المعارضة الإسلامية، وليس فقط جبهة النصرة المدرجة في قوائم الإرهاب وإنما أيضا “أحرار الشام” وبعض فصائل “الجيش الحر”، كي تلتزم بشروط الهدنة من جهة ولإضعاف علاقتها مع جبهة النصرة من جهة ثانية”.
جاء ذلك في مقال له بعنوان “حلب وتقاطع المصالح الإقليمية والدولية”، نشرته “الجزيرة نت”، أشار فيه إلى أهمية محافظة حلب وخصوصيتها في معادلة الصراع العسكري، فهي أكبر محافظة من حيث مساحات القتال أولا، ومن حيث الكثافة الديمغرافية ثانيا، ومن حيث التنوع الإثني والطائفي ثالثا، ومن حيث كثرة القوى المقاتلة رابعا.
ولفت عبد العزيز إلى أن “الهدف الأميركي يكمن في تحويل تركيا إلى لاعب خلفي وليس أماميا في معادلة الصراع الميدانية داخل سوريا، ولا بد من إضعاف الدور التركي في حلب تحديدا قبيل الانطلاق نحو معركة الرقة، حيث تفضل واشنطن محالفة الأكراد في حلب والعشائر العربية داخل محافظة الرقة، وليس تركيا وفصائل المعارضة في عملية تحرير الرقة من تنظيم الدولة”.
وفيما يتعلق بروسيا، أوضح عبد العزيز أن الهدف الأساسي لها هو القضاء على الوجود التركي المتمثل بخطوط الدعم والإمداد عبر خط الكاستيلو، وهو هدف يتلاقى مع النظام، لأهمية هذا الطريق الذي يبعد نحو 4 كلم عن حي الشيخ مقصود و2 كلم عن حي السكن الشبابي، مبينًا أن هذا الطريق يربط أرياف المدينة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة بالأحياء الواقعة شرق المدينة (بعدين، الهلك، بستان الباشا، شيخ خضر، مساكن هنانو).
وقال عبد العزيز إن “أهمية الطريق تكمن في ناحيتين، الأولى أنه الخط الرئيسي لإمداد المعارضة واستمرار تواصلها بين شمالي مدينة حلب ومدن وبلدات الريف الشمالي وصولا إلى تركيا، ومنه يتواصل الدعم التركي لفصائل المعارضة، والناحية الثانية أن هذا الطريق يمنح فصائل المعارضة سرعة الحركة والارتداد ويمنحها أيضا أفضلية في توجيه الضربات السريعة كما يحدث في حالة الشيخ مقصود، ولذلك يسعى الروس بقوة إلى السيطرة على هذا الطريق للقضاء نهائيا على الدعم التركي في هذه المنطقة تحديدا”.
وأضاف، “يدرك الروس جيدا أن رفع وتيرة الحرب لن تدفع المعارضة السورية ومن ورائها الرياض وأنقرة إلى الهرولة نحو القبول بشروط النظام وسوريا، بل تعتقد روسيا -وهذا صحيح- أن حدة العنف ستزيد من تعنت المعارضة وداعميها، وهذا ما تطمح إليه موسكو مع اقتراب الجولة المقبلة من جنيف، من أجل إبقاء المعارضة على مواقفها وعدم المشاركة في الجولة المقبلة، وترك طاولة الحوار مفتوحة للأطراف الأخرى المرفوضة من قبل الرياض وأنقرة”.
ترك برس