توقّع خبيران أمريكيان، أن يتوجّه الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لإلغاء قانون “الرعاية الصحية بأسعار معقولة” المعروف لدى الرأي العام بـ “أوباما كير”، في أول إجراءاته بالرئاسة، مع الإشارة إلى تحقيق ذلك لن يكون بالأمر السهل.
وقدّم الحزب الجمهوري حتى اليوم أكثر من 60 مشروع قانون، بهدف إلغاء “أوباما كير” معتبرًا أن جعل التأمين الصحي إجباريًا يتعارض مع الحريات الفردية، وينتهك الدستور الأمريكي.
وفي حديث للأناضول، قال البروفيسور في الاقتصاد بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، ستيف هانك، إن “نظام أوباما كير للرعاية الصحية لا يعمل بشكل صحيح، وأقساط التأمين فيه مرتفعة للغاية، لذلك تبتعد عنه شركات التأمين بشكل كبير”.
وأشار هانك إلى أن أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب يشكلون الأغلبية في الكونغرس الأمريكي، “الأمر الذي من شأنه أن يساعد في إلغاء هذا القانون الكارثي، وسينعكس ذلك حتمًا بشكل إيجابي جدًا على الاقتصاد الأمريكي”.
بدوره، اعتبر كبير الخبراء في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي غاري هافباور، أن إلغاء “أوباما كير”، الذي يمثل الإرث الأكبر للرئيس السابق باراك أوباما، “لن يتحقق بسهولة لأن الحزب الديمقراطي سيدافع عنه حتى النهاية، وقد يلجأ إلى تكتيك المماطلة”.
والمماطلة السياسية أو التطويل في الحديث، هو من الأساليب التعويقية، يستخدمها فرد أو مجموعة من الأفراد في هيئة تشريعية تهدف إلى تعويق بحث تشريع ما، وذلك بالسيطرة على المنبر عن طريق الوقوف وإلقاء خطاب ورفض التنازل عن السيطرة.
وتتكرر محاولات المماطلة بين الجمهوريين والديموقراطيين بشكل تقليدي في تعطيل التصويت داخل مجلس الشيوخ الأمريكي واستمرار النقاش داخل المجلس إلى ما لا نهاية، في عدد من القضايا.
وأوضح هافباور، وهو مستشار سابق في الخزانة الامريكية، أن الحزب الديمقراطي قد يسمح فقط بإجراء تعديلات على قانون “أوباما كير” الذي تم إقراره في مارس/آذار 2010، وبدأ تطبيقه الفعلي بداية 2014.
وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، أعلنت وزارة الصحة الأمريكية أن أسعار التأمين الصحي المشمولة ضمن “أوباما كير” ستزداد بنسبة 25% اعتبارًا من مطلع 2017، وقال خبراء أمريكان أن ذلك سيؤثر سلبًا على ملايين المواطنين.
الأناضول