في تثبيت على ما يبدو للرئيس السوري بشار الاسد وتبريرا مبطنا للدعم الذي تقدمه طهران عسكريا وماليا للنظام في دمشق، قال مرشد الثورة في ايران علي خامنئي وهو أعلى سلطة في البلاد الأحد “ان اي بلد لا يستطيع ان يفرض على سوريا مستقبلها الذي يمر عبر انتهاء الحرب واجراء انتخابات”.
وقال بعد يومين من اجتماع فيينا حول سوريا بمشاركة سبعة عشر بلدا منها ايران والولايات المتحدة والسعودية، وغياب اطراف النزاع السوريين “نقول ان من الحماقة ان تجتمع بلدان وتقرر مصير نظام ورئيسه، هذه سابقة خطيرة ولا تقبل اي سلطة في العالم بذلك”.
واضاف خامنئي لدى استقباله في طهران الدبلوماسيين الايرانيين المعتمدين في الخارج، ان “اجراء انتخابات هو الحل ولذلك يجب وقف المساعدات المالية والعسكرية للمتمردين، فالحرب والاضطراب يجب ان يتوقفا اولا حتى يتمكن السوريون من ان يختاروا من يريدون في اجواء هادئة”، لكنه تجاهل في نفس الوقت ما تقدمه بلاده من دعم عسكري ومالي للنظام السوري في مواجهة معارضيه.
وقد عززت ايران اخيرا دعمها العسكري للأسد بالعتاد والقوات، لكنّها تقول إن ليس لديها مقاتلين على الأرض بل مستشارون فقط.
إلا أن الجنازات التي شهدتها العديد من المحافظات الايرانية تدحض المزاعم الايرانية، حيث فقدت طهران 3 من كبار جنرالاتها في الحرس الثوري كانوا قتلوا في سوريا، بينما تواصل الحكومة التعتيم على اخبار قتلاها هناك.
وتتهم ايران دولا غربية وعربية بتقديم مساعدة مالية وعسكرية للمجموعات السورية التي تقاتل النظام.
وقال خامنئي “خلافا لما يعتقده البعض، لقد تسببت الولايات المتحدة بحصول قسم كبير من مشاكل المنطقة وهي ليست جزءا من الحل”.
واضاف ان “اهداف الولايات المتحدة في المنطقة مختلفة بنسبة 180 درجة عن اهداف ايران”.
وترفض المعارضة السورية والولايات المتحدة ودولا غربية أخرى ودولا عربية ايضا أن يكون الاسد جزء من الحل السياسي للأزمة بينما يتمسك به كل من موسكو وطهران المتحالفان مع النظام.
وتباين المواقف من مصير الاسد لايزال قائما رغم اجتماع جنيف الأخير الذي جمع تقريبا كل الاطراف المعنية بالأزمة باستثناء الأسد وبقية أطراف الصراع من الاجتماع.
من جهة أخرى رفض خامني مجددا اجراء مفاوضات ثنائية مع واشنطن حول المسائل الاقليمية لان “الولايات المتحدة تريد ان تفرض 60 الى 70 بالمئة من اهدافها عبر مفاوضات وان تحصل على الباقي عبر اعمال غير شرعية”.
واوضح ان “العامل الاول للاضطراب هو الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الى النظام الصهيوني والمجموعات الارهابية” في المنطقة.
وذكّر بأن ايران تقترح اجراء انتخابات بمشاركة جميع الفلسطينيين لتحديد مستقبل هذه المنطقة.
واضاف ان معارضي هذه الفكرة “يقولون ان ذلك يعني تفتيت النظام المغتصب، لكن من الطبيعي ان يتفتت هذا النظام”.
ويتواجه قطبا المنطقة، ايران والسعودية حول جميع المواضيع الاقليمية عمليا.
وحرص خامنئي من جهة اخرى على ان يشيد بوزير الخارجية محمد جواد ظريف، مؤكدا انه اجتاز “امتحانا جيدا” في المفاوضات النووية مع القوى العظمى.
ميدل ايست اون لاين