عبر المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، عن ندمه من المفاوضات التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي، مستبعدا حدوث مواجهة مع الولايات المتحدة بينما رفض العرض الأميركي بالتفاوض مجددا.
وقال خامنئي في خطاب الاثنين، إن “مفاوضات الاتفاق النووي كانت خطأ وأنا أخطأت وسمحت للحكومة بخوض التجربة التي تجاوزوا خلالها بطبيعة الحال الخطوط الحمراء”.
وأضاف أن الرئيس الإيراني قد أقر بأنه لو لا القيود التي وضعتها لقدموا تنازلات أكبر.
وشدد المرشد الإيراني على أن “الحرب لن تقع ولن نتفاوض وهذا ملخص الكلام الذي يجب أن يعرفه كل الشعب الإيراني”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن الموقع الرسمي لخامنئي الاثنين، بأن المرشد أكد خلال كلمة له أن مشكلات بلاده الاقتصادية ناجمة عن سوء الإدارة داخليا وليس فقط الضغوطات الأميركية.
كما شدد على أن “العقوبات الأميركية لن تؤثر كثيرا لو كان أداء المسؤولين أفضل وأكثر تدبيرا وقوة وفي التوقيت المناسب”، عازيا انهيار عملة الريال لأسباب داخلية تتعلق بسوء الإدارة وليس بفعل العقوبات.
وقال خامنئي في خطابه الذي ألقاه أمام حشد من الحضور في طهران إن “خبراء الاقتصاد والعديد من المسؤولين يعتقدون أن سبب هذه المشكلة ليس خارجيا بل هو داخلي. لا يعني ذلك أن لا تأثير للعقوبات، لكن العامل الرئيسي يكمن في كيفية تعاطينا معها”.
ووفقا لوكالة “فارس” فقد حث المرشد الإيراني كلا من البرلمان والقضاء بالقيام بواجباتهم لمكافحة الفساد الذي من نتائجه انهيار العملة، حسب تعبيره.
وأقر خامنئي بأن “فئات الشعب المختلفة تعاني من المشاكل المعيشية اليوم” مضيفا: “هناك فئات من الشعب هي في الواقع تحت ضغط ارتفاع أسعار الغذاء والسكن ومختلف الضغوط”.
وأشار المرشد الإيراني إلى الرسالة الأخيرة التي وجهها إلى رئيس السلطة القضائية، وقال بأنها “خطوة إيجابية مهمة لمحاربة الفساد والفاسدين اقتصاديا”، مضيفا : “يجب معاقبة الفاسدين”.
وبينما كان خامنئي يشرح بأن “الفساد في البلاد أفعى من 7 رؤوس ويجب القضاء عليها كليا”، هتف الحضور بأن “يجب إعدام المفسدين” بحسب وكالة “فارس”.
ورد خامنئي على الحضور بالقول: “اسمحوا لي، هل أنتم المحكمة؟ لا تخلقوا ضجة..، قد يتم تنفيذ بعض الإعدامات ، لكن البعض الآخر قد يتم سجنهم.. أنا كتبت في خطابي أن تكون المحاكمات منصفة ودقيقة”.
وكان المرشد الإيراني، قد دعا السبت، إلى “إجراءات قانونية سريعة وعادلة لمواجهة الحرب الاقتصادية التي يشنها الأعداء على البلاد “خلال رسالة لرئيس السلطة القضائية، صادق لاريجاني، وبحسب التلفزيون الإيراني فقد وافق خامنئي على اقتراح لاريجاني بأن “يتم إنزال العقاب السريع والعادل ضد المدانين بارتكاب ممارسات اقتصادية فاسدة”.
ويواجه الاقتصاد الإيراني اضطرابات وتوترات منذ أشهر وقد تضاعفت بعد إعلان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعودة العقوبات على طهران.
وفقدت العملة الإيرانية الريال، 70٪ من قيمتها مقابل الدولار، وارتفعت أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية بأكثر من 50٪، وبدأت موجة من الاحتجاجات في العديد من المدن الإيرانية.
وبينما تهتف الجماهير ضد الغلاء والفساد واحتكار الطغمة الحاكمة للثروة والسلطة وإنفاق أموال الدولة على التدخلات العسكرية الخارجية، يربط المرشد الإيراني ومقربيه المشاكل الاقتصادية للبلاد بضعف أداء الحكومة وتلاعب التجار والسماسرة في السوق، وليس الفساد والعقوبات، هروبا من استحقاقات الجماهير المنتفضة، بحسب مراقبين.
يأتي هذا بينما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني ايجئي، الأحد، عن اعتقال 67 تاجرا بتهمة الإخلال بالسوق ومنع 100 مسؤول حكومي من السفر في إطار حملة لمكافحة الفساد بعد ما أصدر المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي تعليمات بمحاسبة من وصفهم بالمتورطين في الحرب الاقتصادية ضد البلاد.
المصدر:العربية