تعرض حي الوعر في مدينة حمص إلى قصف مكثف مؤخرًا ما جعل معظم السكان يأوون إلى الأقبية والملاجئ، وباتوا غير قادرين على الحصول على المواد الغذائية، ليكتفوا بما لديهم من مواد تموينية متبقية، في الوقت الذي خرجت معظم النقاط الطبية والمشافي عن الخدمة، بعد أن قصفها الطيران النظام الحربي والمقاتلات الروسية.
وقال الناشط الإعلامي جلال التلاوي لـ “صدى الشام” إن القصف استمرّ على الوعر من قبل قوات النظام بالأسطوانات المتفجرة وصواريخ النابلم والهاون وصواريخ الفيل، ما أدى لتدمير 40% من الأبنية السكنية في الحي، واستهدف الطيران الحربي خلال الأيام الإثني عشر الماضية ثلاث مدارس ومشفى، كما استهدف مركزي ايواء للنازحين في الحي وهما مركز الميتم الاسلامي ومركز الخيرية”.
وأوضح تلاوي أن “وسائل التدفئة أصبحت معدومة. أما بالنسبة لفقدان المواد الغذائية وغلائها فقد درجت في الآونة الأخيرة بالحي عملية المقايضة بين الناس، أو ما يعرف بالتبادل، فمن لديه زيت يقايض من لديه سكر والعكس”.
وقال التلاوي “لقد كنا ننتظر دخول مواد إغاثية خلال الأيام الماضية، ولكن النظام منع دخولها، وتم تأجيل الأمر إلى الأسبوع القادم بحسب ما ذكرت لي مصادر من الأمم المتحدة”.
من جهته قال الناشط “غيلان الأتاسي”، لـ “صدى الشام”، “إن أكثر من 200 عائلة اضطرت للعيش في الملاجئ نتيجة فقدانهم منازلهم بسبب كثافة القصف، ما أدى لانتشار أمراض الربو والتهاب القصبات والانفلونزا خاصة لدى الأطفال، كما أدى القصف المكثف على الحي إلى خروج كافة المشافي عن الخدمة ولم يبقَ سوى نقطة طبية واحدة صالحة للعمل”.
وأبدى الأتاسي تخوفه من انتشار الأوبئة والأمراض بسبب القمامة المنتشرة في الحي منذ قرابة سنة، والتي زادت بعد الحصار الأخير، وتكثيف القصف، ولفت إلى أنه “يصعب علينا إشعال النار لإحراقها حتى لا يرصدنا النظام، كما لا نستطيع نقلها لأماكن أخرى كي لا يكون من ينقلها عرضة للقصف، ولكننا قمنا بمحاولات سحب بعضها وإحراقها ضمن حفر للاستفادة منها كسماد الأراضي الزراعية في الأماكن التي لا يستطيع النظام رصدنا فيها”.
وكانت لجنة مفاوضات حي الوعر وقعت على اتفاق مع وفد النظام الذي حاول الالتفاف على بنود الاتفاق بهدف تهجير أهالي الحي، وبعد أن تهرب من تنفيذ بند إخراج المعتقلين الذين بلغ عددهم 7600 معتقل عاود النظام حصار الحي منذ قرابة الشهر ومن ثم قصفه بالأسلحة الثقيلة.
صدى الشام