موت ودمار وخراب هنا وهناك، مشاهد يومية منذ أربع سنوات إعتاد العالم على متابعتها في وسائل الاعلام وما من مجيب لاستغاثات الأهالي في سوريا.
حصدت براميل الموت أرواح آلاف السوريين، فبعد حرمان النظام السوري من نعمة الكيماوي والكلور لجأ النظام لاستخدام البراميل المتفجرة كونها سلاح رخيص نسبيا ولا يتطلب أي توجيه تقني.
تحمل هذه البراميل ما بين 200 و300 كيلو غرام من مادتي” تي ان تي” المتفجرة، وتضاف إليها مواد نفطية تساعد في اندلاع الحرائق عند إصابة الهدف، وقصاصات معدنية مثل المسامير وقطع الخردة المستخدمة في صناعة السيارات، لتكون بمثابة شظايا تحدث أضرارا مادية في البشر والمباني، خاصة إذا كان القصف مباغتا في أماكن مكتظة، لتحدث دمارا كبيرا وضغطا هائلا مصحوبا بكتل كبيرة من اللهب داخل دائرة قطرها 250 مترا دون أي دقة في الأهداف.
فمنذ بداية استخدام النظام السوري البراميل المتفجرة، وقف المجتمع الدولي عاجزا عن إصدار قرار لوقف هذه البراميل.
ولم يرقى التنديد الدولي باستخدام البراميل المتفجرة إلى حد الضرر الذي تسببه وأرواح المدنيين التي يحصدها.
فرغم مطالبة مجلس الأمن الدولي بموجب قرار 2139 الصادر في شباط الماضي “بالكف عن جميع الهجمات ضد المدنيين وعدم استخدام السلاح العشوائي بما في ذلك البراميل المتفجرة” إلا أن ذلك لم يلقى أهمية عند النظام، بل على العكس فقد وثقت منظمات حقوقية دولية تصاعدا في استخدام البراميل المتفجرة منذ صدور القرار الدولي في شباط.
فقد وثقت منظمة “هيومان رايتس واتش”لحقوق الانسان أنها وثقت منذ صدور القرار حتى الوقت الحالي أكثر من650 ضربة بالبراميل على أحياء حلب التابعة للمعارضة ، أي بمعدل 5ضربات في اليوم الواحد”
وأكدت المنظمة :”أن الحكومة السورية تمطر براميلا متفجرة على المدنيين متحدية قرار صدر بالإجماع عن مجلس الأمن الدولي”.
وشددت على أنها” زادت وتيرة القصف على حلب منذ صدور القرار”.
ونقلت المنظمة عن مركز محلي لتوثيق الانتهاكات إحصاء مقتل 1655 مدنيا في حلب نتيجة القصف بالبراميل في فترة وجيزة.
يذكر أن النظام يستخدم البراميل بشكل لافت في مناطق درعا وداريا وسلمى ودوما وبشكل مكثف مدينة حلب.
من جانب آخر كان مجموعة من النشطاء السوريين قد نظموا حملة سلمية بعنوان ” كوكب الأرض” ضمت 85 مجموعة ناشطة في المجتمع المدني تتصدرها: ” الشبكة السورية لحقوق الانسان ومركز توثيق الانتهاكات” وغيرها من المنظمات، التي طالبت المجتمع الدولي التدخل لوقف البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري فوق المدنيين.
وتتتابع فصول المأساة السورية فلا حياة لمن تنادي، فقد زعمت روسيا مؤخرا :”أن نظام الأسد أوقف استخدام البراميل المتفجرة في قصف المدن والبلدات التابعة للمعارضة”.
إلا أن الواقع جاء مخالفا لتصاريح الروس، حيث استمرت مروحيات النظام بإلقاء براميل الموت لبلدات سورية.
والسؤال هنا: إلى متى ستبقى براميل الموت تحصد أرواح السوريين أمام هذا الصمت الدولي؟.
المركز الصحفي السوري – سلوى عبد الرحمن