وسط صيحات التكبير، ينتشل عناصر الدفاع المدني في حلب رجلا عالقا تحت الأنقاض بعد غارة جوية مدمرة استهدفت حي السكري شرق المدينة، وتكتمل فرحة “الخوذ البيض” بعد نقله لسيارة الإسعاف ليتأكدوا أن الرجل قد كتبت له حياة جديدة لتصدح الحناجر أنه “عايش”، بهذه الصورة اختتم شريط فيديو بثه ناشطون اليوم الاثنين لإنقاذ ضحية بعد قصف أوقع ثمانية قتلى واثني عشر جريحا.
تبدأ رحلة الإنقاذ في الشريط المصور -ومدته دقيقة وخمس ثوان- بأصوات تدعو لإغاثة عالقين تحت الأنقاض وإحضار أدوات الحفر وإزالة الركام، حيث تظهر في الفيديو آثار الدمار الهائل وسحب الغبار الذي خلفه القصف وشقه مبنى من طوابق عدة.
وفي الوقت الذي يحاول فيه عناصر الدفاع المدني البحث عن ناجين تحت الأنقاض وإزالة الحجارة بشكل يدوي، يتعالى صوت للتوقف وإزالة الركام بهدوء بعد اكتشاف أحد العالقين.
وفور وصول فريق الإنقاذ للمكان، يطلب من الرجل العالق تحت الأنقاض ذكر الله، بينما يحاول فرد من الفريق إزالة الحجارة بطلبه آلة “القارص”.
وبينما ينهمك رجال الدفاع المدني في محاولة إزالة الركام من حول وفوق الرجل، تظهر الصور وجهه المضرج بالدماء ولحيته الكثة وقد علاها الغبار.
ووسط هذه المحاولات يفتح الرجل عينيه تارة ويغلقها تارة أخرى ولسان حاله يحمد الله على أن كتب له حياة جديدة في مدينة يخطف الموت المنهمر من الطائرات الروسية والسورية كل ساعة الصغير قبل الكبير.