أطلقت الجهات المعنية في محافظة حلب حملة شاملة لإزالة المكبات العشوائية المنتشرة في منطقة عين العصافير، على الأطراف الجنوبية للمدينة، بعد أن تسببت خلال الفترة الماضية بانبعاث روائح كريهة وتلوثٍ في الهواء نتيجة الحرائق المتكررة، ما أثّر سلباً على صحة السكان وجودة الحياة في المنطقة
وجاءت الحملة استجابةً لمطالبات شعبية من أهالي حي العصافير، الذين نظموا تحركات محلية خلال الأيام الماضية للضغط من أجل إنهاء المشكلة البيئية المتفاقمة. وبحسب ما أفاد مراسل الإخبارية السورية، فقد باشرت الجهات الرسمية تنفيذ أعمال ميدانية عاجلة لترحيل القمامة وتنظيف المنطقة بالكامل
وأوضح مدير عام الإدارة المحلية في محافظة حلب، أحمد كردي، أن مجلس المدينة سخّر جميع وحداته وآلياته للمشاركة في الحملة، بمساندة فرق من الإنشاءات والدفاع المدني ووزارة الدفاع، مشيرًا إلى أن الأعمال تجري حاليًا في سبع نقاط رئيسية باستخدام 27 سيارة تقلاب و10 تركسات، مع استمرار وصول آليات إضافية لتعزيز وتيرة العمل
من جانبه، دعا مسؤول لجنة حي الشيخ سعيد، محمد خير حسون، إلى أن تكون هذه الإجراءات بداية لحل دائم، لا مجرد استجابة مؤقتة، مع التأكيد على ضرورة تحويل المدخل الجنوبي للمدينة إلى منطقة خضراء تمثل “رئة حلب” بدلًا من أن تبقى مصدراً للتلوث والمكبات
وأبدى السكان ارتياحهم لهذه الخطوة، مؤكدين أن انبعاث الدخان والروائح انخفض بشكل ملموس خلال الساعات الأخيرة، وقال المواطن محمد نور عكو إن الأهالي يأملون في تحويل المساحة التي كانت مخصصة للمكبات إلى حدائق ومنتزهات، كونها تقع على طريق مطار حلب الدولي وطريق استيراد الراموسة، وتشكل مدخلًا رئيسيًا للمدينة
وأعلنت محافظة حلب أن هذه الحملة ستتبعها خطة متكاملة لإعادة تأهيل المنطقة ومنع تكرار الظاهرة، عبر مشاريع خضراء وتجميلية تساهم في الحد من التلوث وتحسين المشهد العام
يُذكر أن مدير الدفاع المدني في حلب، منير المصطفى، كان قد أكد في 6 تشرين الثاني أن فرقه أنهت إزالة الأنقاض في 16 حيّاً من أحياء المدينة، ضمن مشروع مدعوم من صندوق مساعدات سوريا (AFS)، شمل رفع أكثر من 128 ألف متر مكعب من الأنقاض، وفق المعايير الفنية والقانونية وإجراءات السلامة المهنية وأشار المصطفى إلى أن هذا المشروع يمثل خطوة أساسية في تعافي الأحياء الشرقية ودعم العودة الآمنة للسكان إلى مناطقهم







