أطلق نشطاء وأطباء في الخارج والداخل السوري، حملة لتأمين ومساعدة العائلات التي تضررت بالزلزال الذي حدث مؤخراً في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا و حصد عشرات آلاف الأرواح ومئات آلاف المتضررين، حيث أقام المشاركون في الحملة، مركزاً للإيواء في مدينة إدلب شمال غرب سوريا.
أسس النشطاء مركز لتقديم المساعدة العاجلة و استطاع المركز خلال أيامه الأولى، وقال:(الطبيب عبد الله المحمد) المسؤول في الداخل السوري ومطلق الحملة، إن هذه المبادرة كان هدفها أولاً وأخيراً، الاستجابة الفورية للأهالي بشكل المتضررين من دمار الزلزال الذي دمر جزءا كبيراً من المدن في الشمال السوري في 6-2-2023، وأضاف أن الأهالي في المخيم أغلبهم من الأرامل والأطفال اليتامى، الذين فقدوا ذويهم نتيجة الزلزال.
وأوضح (المحمد) أن المركز يقدم الكثير من الخدمات التي يحتاج لها الأهالي بشكل كبير في المخيم، أهمها الخدمات الطبية والغذائية، وتأمين التدفئة بالإضافة للرعاية الصحية الجسدية والنفسية، خاصة للأطفال المتضررين، حيث تقام العديد من النشاطات من أجل تخفيف المعاناة عن الأطفال.
وأردف أن جميع العاملين في المركز يعملون بشكل تطوعي، وأنه ليس هناك أي منظمات ترعى أو تقدم أي مساعدة للمركز، وأن الجهود المبذولة كلها جهوداً فردية، من قبل سوريين في الخارج والداخل السوري، حيث أطلق نداء لكل المعنيين والجهات الرسمية والمنظمات الإغاثية بالتعاون وتقديم العون للمركز، والذي يحتاج للكثير من المساعدات، خاصة المساعدات الغذائية، حيث تقدم كل يوم عشرات الوجبات للأهالي.
على صفحتها نشرت الناشطة ( نجوى أحمد ليلى ) نداء لدعم المبادرة التي أطلقتها من خارج سوريا حيث نوهت أن المصاب كبير جداً، وأنه من الواجب على كل إنسان خاصة السوريين، الوقوف بشكل جاد أمام هذا المصاب الجلل، مع الأهالي في الشمال السوري، الذي يعاني منذ سنوات جراء الاعتداءات والقتل والحصار، وأن المأساة الآن بفعل الزلزال باتت أكبر وأعمق، وأن المصيبة تعم الجميع وليست في الداخل فقط.
حيث نوهت على صفحتها ضرورة المساعدة بأي شيء مهما كان بسيطاً، وقالت: ((أصدقائي الأكارم أطلقت هذه المبادرة في الداخل السوري انطلاقاً من نفسي وأريد أن يشاركني من يستطيع بما يستطيع، مهما كان قليلة…)).
وأضافت ((…. من يرغب بالتعاون معنا يتواصل معي على الماسنجر، والمساعدة تشمل كل أصدقائي من كل الدول العربية والغربية والمغتربين ..))
ونوهت (نجوى ليلى) أن جميع المبالغ التي ترسل للمساعدة سوف يتم إرسالها بشكل فروي للداخل السوري، وفق تقارير وعمل مؤسساتي منظم دون وجود أي فوضى أو استهتار.
وكانت الناشطة قد عملت على حملة مماثلة، في تأمين المساعدات العينية وفق ما وثقته على صفحتها على فيس بوك.
وفي شهادات لأطفال المركز روت الطفلة (فادية العبود) حالة الهلع والخوف الذي تعرضت له مع إخوتها وأبويها، حيث كان الزلزال مخيفاً، و هرع الجميع للخروج والهروب من المنزل الذي كاد أن يسقط فوق رؤوسهم وأجسادهم، وسارعوا بالهروب إلى الشارع، وبعدها توجهوا جميعا للالتجاء إلى بيت أقرباء لعائلتها، ثم توجه الجميع للنوم في المسجد، إلى أن تم تأمينهم داخل المركز هي وعائلتها مما أشعرها بالأمان والحماية، وقالت الطفلة فادية أنها تحلم بأن تصبح طبيبة لتعالج المرضى والأطفال وتقديم الرعاية لهم.
ويبذل القائمون على مركز الإيواء كل جهودهم للتخفيف عن الأطفال، حيث يقدم المركز الكثير من النشاطات النفسية والألعاب، لإبعاد الضغوط النفسية التي من الممكن أن تلاحق الأطفال لفترات طويلة، حيث تعتبر الصحة النفسية من أهم الأمور التي يجب مراعاتها في ظل هذه الظروف، خاصة مع فقدان أغلب الأطفال لأهاليهم جراء الزلزال.
وقد أسفر الزلزال الذي دمّر جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص، وفقاً لحصيلة أخيرة، في زلزال يعتبر الأقوى والأعنف منذ أكثر من مئة عام.
تقرير خبري/ زهرة محمد